أصدقائى :السلام عليكم
اليوم أقدم لكم مقالا يجسد تماما ما نمر به هذه الأيام .. إليكم المقال وهو للكاتب الدكتور محمد عبد الغنى حجر
يوم عاشوراء هو يوم العاشر من شهر الله المحرم...وقد فضل الله بعض الأيام على بعض وبعض الشهور على بعض وبعض الساعات على بعض وبعض الرسل على بعض(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)...فكان خير يوم طلعت فيه الشمس هو يوم الجمعة وأفضل شهر هو شهر رمضان وأفضل الساعات هى ساعات الإجابة وأشهرها يوم الجمعة ..وأفضل الليالى هى ليلة القدر.....ء
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم<<إن لله فى أيام دهركم لنفحات ألا فلتتعرضوا لها لعل أحدكم تصيبه نفحة لايشقى بعدها أبدا>>..وإنطلاقا من هذه المقدمة الإستهلالية أحدثكم عن فضل يوم عاشوراء....وأذكر نفسى قبلكم بهذا...يقال عن يوم عاشوراء أنه اليوم الذى تلقى فيه آدم من ربه كلمات فأتمهن وغفر الله له أكله وحواء من الشجرة......وهو اليوم الذى نجى الله فيه يوسف من الجب ...وهو اليوم الذى نجى الله فيه يونس من بطن الحوت....ويقال أيضا أنه يوم كلم الله فيه موسى... وهو اليم الذى تم فيه ميقات ربه أربعين يوما...وهويوم نجاه الله فيه من الغرق وأغرق فرعون وجنوده...وأرجح الآراء وأصحها هى ما جاءت فى البخارى حيث ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة ورأى اليهود يحتفلون بهذا اليوم ويصومونه سأل عن ذلك فأخبروه أنه اليوم الذى نجى الله فيه موسى عليه السلام ومن معه من بنى إسرائيل من الغرق وأغرق فرعون وجنوده.....فقال صلى الله عليه وسلم <<أنا أولى بموسى منهم وصام هذا اليوم وقال لئن أحيانى الله إلى العام القادم لأصومن التاسع والعاشر>>وأمر بمخالفة اليهود ليكون للأمة الإسلامية نهجها وتميزها وقال <<إن صيام هذا اليوم يكفر ذنوب عام مضى>>وعلى ذلك كان قول العلماء بصيام يوم التاسع والعاشر أو العاشر والحادى عشر لتنقضى الحكمة من مخالفة اليهود..ء
.........بقى ما يقال عن هذا اليوم بالنسبة للحسين رضى الله عنه من أنه اليوم الأربعين لمقتله...وهو قول إن صدق يظل يوم له فضله السابق الذى لايشكك فيه أحد...وإن أردنا الإحتفاء به على القول الأخير أنه يوم الأربعين لمقتل الحسين يلزم من ذلك أن ننتهج نهج الرسول فى الحزن والبكاء على موتانا وقتلانا وهى السنة المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم حينما فقد ولده إبراهيم الذى أنجبته مارية القبطية<<والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولانقول إلا مايرضى ربنا(إنا لله وإنا إليه راجعون)>>وهو القائل <<ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعاء الجاهلية>>..
.كما أن الحسين رضى الله عنه لايضيف فضلا ليوم عاشوراء أكثر من فضله الذى أعطاه له الرسول صلى الله عليه وسلم ...ويوم عاشوراء لايضيف فضلا للحسين أكثر من كونه وأخيه الحسن سيدا شباب أهل الجنّة...وهما أبناء على كرّم الله وجهه وفاطمة الزهراء إبنة الرسول وإحدى النساء الأربعة خير نساء العالمين((مريم وآسيا إمرأة فرعون وخديجة بنت خويلد زوج الرسول وأم أولاده وفاطمة إبنتها ))...ء
وقد روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينيخ ظهره ليركب الحسن والحسين عليه وذات مرة دخل عليه أبو بكر الصديق ورآهما فقال "ماأجمل المركب مركبكما"فقال الرسول <<وما أجمل الراكبان هما>>وروى أيضا أنهما ذات مرّة كان يمزحان ويغالبان بعضهما وكان الرسول يشجع الحسن ويقول إيه ياحسن إيه ياحسن..فقالت فاطمة والحسين ياأبى فقال أنا أقول إيه ياحسن وجبريل أمامى يقول إيه ياحسين.....ء
الشاهد من هذا لكلام أن الحسن والحسين لم يستحقا هذه المنزلة وتلك المكانة إلا لكون جدهما هو المصطفى صلى الله عليه وسلم...ولايعقل أبدا أن يكون الفرع أحب إلينا وأقرب من الأصل...والمسلمون جميعا كل من شهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله مطالبون أن يصلوا على رسول الله وآل بيته الأطهار وصحابته الأخيارومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين لالشىء إلا أنهم آل بيت الرسول وصحابته ومحبيه وتابعين له صلى الله عليه وسلم..ء
وصدق الرسول إذ يقول <<لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به>>ويقول<لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التى بين جنبيه>...وعلى ذلك لابد وأن يكون المسلمين جميعا أهل سنة وشيعة للرسول صلى الله عليه وسلم ....ويسيرون خلفه لأنه لن يدخل أحد الجنّة إلا بإتباعه والتشيع له وحده حتى وإن كان الحسن أو الحسين رضى الله عنهما وأرضاهما(أفلا تعقلون)(أفلاتذكرون)وصدق الله إذ يقول (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر) ......................................................................د/محمدعبد الغنى حسن حجربسيون /غربية
والله هذا فصل القول وحلو الكلام .. جزاكم الله خيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق