اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

الأحد، 14 نوفمبر 2010

والنفس من خيرها فى خير عــــافية.،

والنفس من شرها فى مرتع وخم.!
أحبائى...
دعونا اليوم نتحدث عن مفهــــــوم ودواعى النفسنة ، وخـــــــــواطر النفوس المريضة فلست أدعى علما يفوق ما وصل إليه البعض فى محاولته للتعرض لهذه الكلمة .، أو حتى أناظر شخصا بعينه أو أنتقد تعريفا واصطلاحا اتفق عليه وأصبح متعارفا عليه بين الناس .، فقد قيل فى تعريف ((النفسنة)) أنها إصطلاح حديث يعنى النفسيه العصبيه ، القلقة ، الحاقدة على الغير فى أى شئ …، صفات في الشخص غير مرغوب بها في المجتمع،و(( المنفسن)) هو الشخص الحقود الذى لا يحب الخير للآخرين.، وفى هذا لاأخالف بإطلاق أو أوافق دون قيد.،وذلك أنى أزعم أن ((النفسنة )) كلمة تعنى أن فى النفس شىء تجاه شخص ما أو أمر ما .، ويحيق فيها بحيث أنه لا يقبله ويرفضه ،أو يقبله كرها على مضض لما وجد فى نفسه تجاهه من شعور بالقلق ليس حتما أن تكون غيرة بمعنى الحقد والحسد تمنيا لزوال النعمة أو الخير المرجو.، بل يمكن أيضا أن تكون عن جهل بالحقائق حينا .،أو شعور بالغبطة وتمنى المشاركة أو المثل .،وقد يكون صاحب حق مظلوما فلا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم.! وكذا يمكن أن تكون ليست أصلا عند الآخر بل هى فى نفسية المحدث نفسه بها تجاه هذا الآخر .! على غرار القول المأثور فى فلكلورنا الشعبى (( اللى على راسه بطحة يحسس عليها))، كردة فعل تجاه قول عارض أو رد فعل طبيعى وقول يشعر به المتحدث تجاه الآخرين لما حاق فى نفسه تجاههم وتجاه ما يتحدثون به أو عنه حين ينتقدونه أو يعارضونه خاصة من كان لهم سبق وفضل مدح وثناء عليه سابقا.،وحسن عشرة دامت ولو أياما وليست شهورا وسنينا.!!
وهذه قطعا(( نفسنة)) ولكن من المتحدث عنها تجاه المحيطين به إما كرها لهم بعد محبة أو جهلا بحقيقة هؤلاء ، وأيضا قد تكون ناتجة عن أنانية ونرجسية فكرية منه إذ يعجب بنفسه فيتكبر على الآخرين ويمن عليهم فضل وحسن عشرة كانت منه لهم ،ويريد بها تملكهم والإستئثار بهم لصالحه وفى جانبه مهما قال أو فعل، وكأنه اشتراهم بتواصل وتناصح سبق معهم .،أو حسن لقاء وتعامل مادى أو معنوى.، فينكر عليهم حق الإختلاف معه ونقده حين تكون دواعى النقد والإختلاف .، والأنكى والمؤسف أنه يتهمهم بـــــ((النفسنة))منه والكره له والحقد عليه .، جاهلا أو متجاهلا ...ناسيا أو متناسيا أن من حسن الخلق، وحسن العشرة قبل الإتهام للغير والعزوف عنهم وسوء الظن بهم.!
أن يعامل الإنسان غيره بما يحب أن يعامله هذا الآخر به ..فى حسن أداء منه يبيح ويجيز له حسن الطلب من الآخرين بحسن ظن بالله ثم بالنفس والناس.، وحتى ولو كان جرما أو ذنبا فى الآخر إساءة الظن ومناصبة العداء للناس دون سبب فليكن لنا فى قول الله تعالى (إدفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم).، ولا يمن أو يستكثر سابق فضل لخير وحسن عشرة فى تعامل صار ، ولا يفضح أو يفشى سرا كان ليس فقط لأنه طيب النفس نقى السريرة حسن العشر بل أيضا لأنه وحتما سيكون للآخرين مثل ماله أو حتى أقل .، ولكن من عدم اللدد والفجر فى الخصومة أو عند الإختلاف فيكون من المنافقين الذين قال الله فى حقهم (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) ومتفضلين ومتنابزين بل وكارهين لكل من يعارضهم أو يتخذ جانب الآخرين المختلفين معهم .، وهذه كلها من خواطر النفوس المريضة التى تعتز بإثمها وجرمها قبل أن تعتز بنفسها.!!!
عفانا الله جميعا من هذا كله ، وجعلنا ممن يحسنون الظن به سبحانه وتعالى ثم بالناس قبل النفس .، ويعتزون بالله ثم بعلاقتهم مع الآخرين قبل العزة بالإثم والنفس.!!!
وليكن نداء كل منا لنفسه(((عرفت فالزم وذلك فكن.!!!))
اللهم آمين
***

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

إعتذار وتطييب خـــــــــــاطر....!!!

أحبائى....
ليس فقط كما جاء بالعنوان أن هذه الرسالة بمثابة إعتذار وتطييب خاطر للأساتذة الذين أهينوا واتهموا فى جامعة عين شمس ।، بل هى رسالة تأييد وتعضيد ومساندة لهم।،
رسالة إلى أساتذتنا الكرام ....!!!
ليسوا فقط من تلقينا عنهم علما أو منهم درسا فى علم من علوم الدين أو الدنيا .، بل أيضا من نأخذ عنهم ومنهم الهـِمّة ليعلوا بنا شأن الأمة.!
أيا ما كان وضعهم أكاديميا أو إعلاميا وصحفيا وفكريا .، أصحاب حيثية يعطونا ليس فقط الأمل والرجاء فى إصلاح وتغيير ما حلّ بنا وبأوطاننا من فساد واستبداد نتج عنه ظلم وقهر ، وقمع واستهزاء وسخرية .!
بل واحتكار مادى ومعنوى للسلطة والمال .، بل يستبقونا فى ذلك فيعرّضوا أنفسهم وذويهم بل ومقاماتهم التى هى عندنا بمقامة الأنبياء والرسل.، ولما لا ؟؟
وهم ورثة الأنبياء حقا الذين لم يرثوا مالا أو عقارا بل ورثوا علما ورسالة يحملونها عنا وإلينا بكل فئاتهم وطوائفهم على إختلاف مشاربهم ومناهلهم وعلومهم .!
فهم بذلك يعرّضون هذا كله بتعرضهم وتقدمهم الصفوف فى معارك الإصلاح والتغيير للنيل منه إما حبسا وتعذيبا، وإما سخرية واستهزاءا ..!!
إذ يغرى بهم أهل السلطة من الظالمين بطانتهم والمنتفعين منهم من المتحلّقين حولهم، ويسيرون فى فلك حميميتهم ، أو من يملكون وضعية ومكانة بفضل جاههم وسلطانهم فيكونون إثر شعور بتفضل ومنّ عليهم ملكيين أكثر من الملك.، بل وفاسدين مستبدين أكثر من كل فاسد ومستبد فى أهل السلطة ذاتهم فيغرون سفهاءا، وسِفلة صغارا وجهلة ليضربون بسيفهم فى ((بلطجة ))عدوا وظلما زورا وبهتانا كل من يعارض أويحاول أن يبدد ظلام أفعالهم ، ويعرّى ويكشف فساد واستبداد حكمهم.،
فلا يراعون سنا ولامقاما لعلما أو حيثية ،ولا يرقبون فيهم إلاّ ولا ذمة ولا أستاذية .، أو حتى حق زمالة أو مواطنة.!
والأنكى والمؤسف أنهم بدلا من أن ينزووا ويتواروا خجلا يجهرون بقولهم زورا وبهتانا فى تقوّل مهتر وادعاء باطل أن من ينادى بالإصلاح والتغيير دعاة فتنة ومعتدون على حرمة وحرم الجامعة.!
ولهؤلاء أقول:-
عجبا لكم ولأى زورا وبتهانا
إلى أساتذة كرامــا تنسبوه.!
وتغرون بهم سِفلة جهلاء صغارا
وتقولون غاروا على شرف هم فقدوه.!
ولئن كان ما تقولون حقا ويقينا
فأين من هذا الشرف أستاذا أغضبوه.!
وإن كان للجامعة حرم وحرمة
فلكل أستاذ فيها فضل تتناسوه.!
ولئن كان منكم عدل فى القول
فلأى أستاذ مقام واجب تنصبوه.!

ولأساتذتنا الكرام الذين أهينوا واتهموا بغير ما فعلوا زورا وبهتانا .، وتعرضوا للإستهزاء والسخرية بل وبلطجة السِفلة الصغار الجهلاء.، معذرة وأسفا منا .، وليكن منكم الصبر والإقتداء بأبى حنيفة رضوان الله عليه الذى حين عذب في سبيل رأيه، طلبت منه أمه أن يتفرغ للتجارة وينصرف عن الفقه، وقالت له: ما خير علم يصيبك بهذا الضياع؟ فقال لها: إنهم يريدونني على الدنيا وأنا أريد الآخرة، وإنني أختار عذابهم على عذاب الله، ولكم تحمل أبو حنيفة من عذاب!! كان مخالفوه في الرأي يغرون به السفهاء والمتعصبين والمتهوسين، ويدفعونهم إلى اتهامه بالكفر والتهجم عليه، فيقابلهم بالابتسام، ولقد ظل أحد هؤلاء السفهاء يشتمه، فلم يتوقف الإمام ليرد عليه، وعندما فرغ من درسه وقام، ظل السفيه يطارده بالسباب، والإمام لا يلتفت إليه، حتى إذا بلغ داره توقف عند باب الدار قائلاً للسفيه: هذه داري، فأتم كلامك حتى لا يبقى عندك شيء أو يفوتك سباب، فأنا أريد أن أدخل داري!!
ومن قبل وبعد أبى حنيفة ليكن لكم القدوة الحسنة فى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذى حين خرج إلى الطائف ليبلّغ دعوته ويجد لها أنصارا ومريدين أغرى به كبراؤها وأهل الجاه فيها والسلطان سفهاؤهم وصغارهم من السِفلة الذين لايجيدون غير ذلك من أعمال البلطجة فأدموا قدمه الشريف وشقّوا عليه .، فلجأ إلى الله تعالى بهذا الدعـــاء .، الذى أدعوا الله به لى ولكم ولكل داع إلى الإصلاح والتغيير.،
((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك )) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .، وحسبنا الله ونعم الوكيل!!!
****

الخميس، 4 نوفمبر 2010

طبيب يداوى والطبيب مريض.....!!!!!

أحبائى
ولست أجامل فإنى حقا ((أحبكم فى الله))।
هل حقا فى كل حين ومين وأمر فاقد الشىء لايعطيه؟؟؟أم أن هناك أحيانا وأناسا وأمورا يمكن فيها ومنهم وحينها يمكن لفاقد الشىء أن يعطيه।؟؟!!سؤال وخاطر يشغلنى منذ أيــــــام !!!।تعجبت حينا واستغربت أحيانا أخر بل أنكرت تماما مثلما ينكر البعض أن يكون هناك قول أو فعل من واقع فى خطأ أو معصية ।، يرتع فى جرم وذنب ويعيش فى تيه وبعد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما أمر به أو نهى عنه ।،أن يكون لقوله أو فعله أى أثر فيما يرمى إليه من إصلاح وتغيير لشأن عام أو خـــاص .، وكانت حجتى قول القائل "فاقــــد الشىء لا يعطيه" ومن قبل وبعد ما أؤمن به من الأدلة على مكانة الخلق في الإسلام هو تعليل الرسالة بإصلاح الأخلاق، حيث ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام أن أساس بعثته إنما هي لتقويم الأخلاق ((( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))) غير أن ما وجدته من عموم البلوى وشيوع سوء الأخلاق فى فوضى قد تهدم حتى بقية باقية قد نرجو منه ولها وفيها إصلاحا وتغييرا .! قد يكون لقول حسن أو فعل جيد فائدة حين يرى الداعى للإصلاح والتغيير أن تجنيب بل والدعوة إلى تبكيت ولوم المخطئين بخطاياهم إنما هو من باب لوم الأكثرية وجعلها تنشغل بما هى فيه من جرم وذنب .، وفى هذا يكون الحـــال على غير المراد من رب العباد لهذه الأمة من أن تكون لها وفيها الخيرية بسبب إيمانها بالله وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر .، ولعل هذا ما دفع الإمام بن تيمية فى باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأن يقول(((من الواجب على شارب الكاس أن ينصح الجلاس)))).،فالله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .،ولهذا فإننى وبعد المراجعة للنفس والتدقيق فى قول السلف وحالهم أرى ان فاقد الشىء من الممكن أن يعطيه॥بل وقد يعطيه أكثر من الشخص العادى الذى ينظر إليه البعض بل وينظر هو لنفسه على أنه يملك خلقا رفيعا ونفسا ذكية وقلبا صافيا فى غرور بل وفى سفور قد يصل إلى حد الفجور ليس فقط فى الخصومة.، بل أيضا فى الإصلاح والدعوة إلى التغيير بأمر بمعروف ونهى عن منكر فى حال طــــــــاعة قد تورثه تكبرا وتجبرا بإستعلاء واستعداء على الآخرين.،نعم أقول أنه من الممكن لفاقد الشىء هنا والذى يشعر بذل وانكسار بسبب معصيته ويعلم حدود الله فلا ينهى عن خلق يأتى مثله .، بل هو حينما يشعر بفقد إحساس ما॥ يجنح إلى تعويضه ومحاولة إرجاعه بل وتكوينه داخل نفسه ونفوس الآخرين لكونه حينئذ أكثر مايكون معرفة بذلك الألم الذى يشعر به هو نفسه قبل الآخرين لما يخلفه نقص الشعور عنده بوجوده॥فسرعان ما يهرع بنفسه الى تعويض ما فقده أو فقدناه نحن .!نعم فواجب حينئذ أن نهرع نحو من نراه في مثل حالنا॥حتى لا يشعر بذلك الألم الذي عهدناه ووجدناه فى أنفسنا!!
أما إن ظللنا نرى ان فاقد الشي لايعطيه فهذا يعني أن الأحـــاسيس والمشاعر نبعها قد يجف بعطائنا ..وليس أن التوقف عن العطاء هو الذى يجعلها تجف حتى النضوب إلى آخر قطرة بسبب جهلنا قبل علمنا بأن فاقد الشىء يمكن أن يعطيه؟؟وفى هذا لست أخالف ما سبق إليه من سبق وأقرّه وعمل به من لحق بأن العطـــــــاء إنما هو عن فيض ما زاد بل ووجد عند الناس أصلا.! وإنما أرجو وآمل أن أوسع الدائرة لتشمل الرحمة جميعنا قبل جمعنا .،ويكون كل منا لأخيه بل ولمجتمعه وللبشرية جمعاء عونا على النفس والهوى والشيطان فنستطيع ساعتها أن نقضى على فيروس العوز المناعى ((إيدز العلاقات الإنسانية)) البخل بالأحاسيس والمشاعر والذى يكاد يقضى على كل علاقتنا الإنسانية .، ونكون مؤمنين عاملين بحق بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "وخيرهم الذى يبدأ بالسلام" دون أن يفرّق أو يحدد مع أى منهما الحق أو فى جانبه الصواب أو يراه الناس أو يرى فى نفسه أنه يملك العطاء والقدرة على العفو والصفح قبل الإعتذار عن ما بدر منه من سوء أخلاق.، وصدق الله العظيم إذ يقول (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).!
ولله در القائل:
والنفس من خيرها فى خير عافية
والنفس من شرها فى مرتع وخم
صلاح أمرك للأخــــــلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخــــــلاق تستقم।!
والسلام ختام
وأعوذ بالله من أذكركم بأمر وأنساه.، أو أدعوكم إلى أمر .،أو أنهاكم عن آخر وأخالفكم إلى عكسه.،(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين.، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) صدق الله العظيم.!!
ولم تبقى غير كلمة أوجهها لنفسى قبلكم((( عرفت فالزم ।، وذلك فكن)))والله المستعان.، وآخر دعواى أن الحمد لله رب العالمين.!!
اللهـــــــم آمين.!!!!!!!!
*****

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

الشخرامــــــون طـــــــاخ فى التراللــــــــــــــــــــــى .،

أحبائى ... .،
يقينا لست واحدا ممن يقصدهم أى كاتب فى جريدة أو متحدث فى خطاب إعلامى ممن يعرفون بيننا بأنهم النخبة المثقفة والواعية يرجو فى كلامه ويأمل عاقلا يقوّم قوله أوحتى يكون له الحق فى التعليق عليه .،وذلك لظنى واعتقادى فى نفسى أننى أقل علما بل وأحطّ قدرا ومنزلة ممن يرجوهم ليكون من بينهم هذا العاقل العــــارف الذى يستطيع تقويمهـــا.، وفى هذا ليس منى أدنى إتهام لنفسى .،أو إعتراف وإقرار بما لايجوز فى حقها.، وإنما ينبع ذلك من إيمانى بأننى لست سوى ذبابة تقف على إحدى وريقات غصن صغير فى شجرة النخبة المثقفة والعاقلة الواعية لما يدور .،ولديها دراية وحس بما تؤول إليه الأمور تحليلا وتشخيصا وعـلاجـــــه.، غير أننى ومن خلال رغبتى فى التعلم وأمنياتى بتواصل فى صورة تناصح مأمول.،وأمر بمعروف ونهى عن منكر مفروض حتى على شارب الكاس واجب عليه تقديم النصح للجلاس ويخبرهم بأن الخمر حرام.!
فلتسمحوا لى بعرض وجهة نظرى ورأيى فى أى موضوع مثار وفى بين ما خفى فى بطن القائل وبين جنبات المقال ، وفى طيّات السطور عن حال الإنسان العاقل فى أزهى العصور بحسب ما يتردد عن ديموقراطية الأنظمة والحكومات العربية وبخــا صة مصرنا الحبيبة.، ومن خلال ما قديبدوا جليا وواضحا من حال كل منهم إذ يعود بنا إلى حالة الفرضية الصفرية.، غير أننى أولا أود أن أضع تفسيرا وتوضيحا للسر فيما كان السبب بما نشكوا جميعا منه .!
وهو ببساطة ومن غير تعقيد أو حتى تطويل وتقريز ((( أن الشخرامــــــــون طاخ في الترللى))) بمعنى أن كل جهد فى أى موضوع ضاع علي الفاضى .، ولا داعي من البحث عن أى شئ إختفى طالما ظلت تلك عقليتنا وهذا حالنا ((يرى أحدنا القذى فى عين أخيه ولا يرى الخشبة فى عين نفسه ))ويجيد كل منا التنظير والتبكيت ولا يلم بحقيقة يرجوها غير ما تأمل به نفسه فى هوى وشح مطـــاع .، ويقبله عقله ظنا(وإن الظن لايغنى من الحق شيئا) .، وعلى ذلك فلا حديث لعــــــــــــــــــــاقل نرجوه طـــالما أن الشخرامــــــون طـــــــاخ فى التراللــــــــــــــــــــــى .،
وتعقيبا على كل كاتب لمقال ومتبنى فكرا يبحث عن رواجه .،و أزعم أنه لا يتوائم مع فكرى ووجهة نظرى التى تبنى على أساس أن الفكر والنقد للمواقف والخطابات يجب أن يكون من خلال وجهة نظر ((الفرضية البديلة المتجهة)) التى تبنى على أساس إمتلاك أسباب محددة تدفع لإتجاه الفروق لصالح جانب فريق معين .،وفى هذا لا ينبغى أن يكون هناك تحيزا وعصبية قبلية أو تعصب قومى ودينى أعمى أوحتى إعتزاز بالنفس وعزة بالإثم .، بل يكون التحيز لأن الحق الإنسانى والقانونى بكل معانيه وقيمه فى جانب هذا الفريق غير أن لبعض المواقف والخطب تكون سكرة تتوه فيها بعض العقول لفترة تطول أو تقصر ولكن لاتأتى الفكرة !!!!
ويؤسفنى القول أنه بعد السكرة من الفعل أو القول فى كلام وخطاب ما لأى فريق أو جهة وحتى الصادر عن النفس .،وبعد الإفاقة من الإندهاش حتما ستخرج علينا مجموعة من الكتاب والمحللين تتبنى نظر ية الفرضية الصفرية فى تحليلاها ونقدها للمواقف والخطب متشحة بالموضوعية والحيادية متزرعة بالحرفية والمهنية ولكنها للأسف لاتدرك أن وجهة نظرها تلك غير مكتملة حيث يجب تقديم البدائل عند النقد من خلال هذه الفرضية والتى تبنى على أساس التساوى فى تباين وجهات النظر المختلفة سواءا عند الآخرين أو عند أنفسهم فتكون المحصلة والنتيجة تساوى صفر !!!
ويتناسون أيضا أن هذه الفرضية تكون بالأساس من خلال التفكير النقدى دون إمتلاك أسبابا محددة ودون توقع إتجاه الفروق تجاه طرف معين كما فى ((الفرضية البديلة الغير متجهة)) أو حتى عند عدم إمتلاك أسباب محددة مع توقع إتجاه الفروق تجاه طرف معين كما فى(( الفرضية البديلة المتجهة)) وهذه هى التى أتبناها.،وذلك نظرا لأننا يجب عند إبداء النقد وعدم الرضى بما هو كائن علينا حينها إن كنا حقا نبغى إصلاحا أن نملك الأسباب الموضوعية المحددة التى تدفعنا لتبنى وجهة نظر هذا أو ذاك أو حتى وجهة نظر يطرحها فريق ثالث(ما يعرف بالبديل ).،
والآن بعد ما أبديته وسطرته بعاليه و الذى أرجو وآمل أن لايكون هو الآخر داعيا لشقاق أو فراق أو حتى لوم وعتاب يذهب ببقية ود ووئام وحب بين أهل وأحباب بل وأصدقاء جمعتهم ظروف مشابهة لما يضيق به صدر هؤلاء الكتّاب ।، يألمون كما يألمون ولكن يرجون من الله مالا يرجون।، ولعلهم يسطرون فى كتاباتهم مثلما يسطرون هؤلاء من النخب المثقفة والواعية غير أنهم لايتبوأون مقدمة وطليعة الصفوف .،ولا يرتقون فوق أكتاف وأعناق ورؤس المنابر .! فإننى أعمد إلى بقية من عقل فى عقولنا.،وجزء من ضمير أرجو أن يكون مازال حيا فى قلوبنا أن نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما نختلف حوله .، ونتحاور فى مصارحة ومكاشفة لا تقلل من شأن أحد لحساب الآخر ولا يكون فيها عزة لابالنفس ولا بالإثم دونما أى تحقير أو تسفيه وتجاوز فى اللفظ وحتى دون أى سوء ظن .، ويستوى فيها الطرفان فى العرض والسرد والرضا بالحكم فى نهاية الأمر ليكون الإصلاح لذات البين قبل أن يكون الإصلاح للغير .، وصدق الله العظيم إذ يقول(فأصلحوا ذات بينكم) (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما)(إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).،
وقبل الختام دعـــونا نعرف ما هو الضمير؟
فالضمير هو ما أعتقده أنا.. أو ما تعتقده أنت.. أو ما نعتقده أنا وأنت معاً. وهو هنا ما يسمى الضمير العام.. أى ضمير الشعب.أو ضمير البشر.! بمعنى أن هناك الضمير الشخصى.. ثم هناك الضمير العام الجمعى، ولو فتش كل واحد منا بداخله لاكتشف أنه يعانى من مشكلة مع ضميره.، ومن ثم يكون مجموع هذه الأزمات يتكون فى النهاية.، وهو ما يمكن تسميته أزمة ضمير فى المجتمع كله.، وإن أعدلنا فى القول وحـــاولنا قليلا النظر لأزماتنا مع الضمير سنجد أنها تتمثل بل وتتشكل مع مراحل نموه وأطوار تشيكله داخل النفس البشرية.، تلك النفس التى خلقها فسواها (الله)الخالق العليم القدير اللطيف الخبير الذى يعلم من خلق وما يصلحه وما يفسده ، ما يحييه وما يميته ، وما يحيى فيه الضمير وما يميته .، فألهمها فجورها وتقواها.، وبقدر ما تكون عليه من فجور وتقوى يكون الضمير بداخلها إما حيا أو ميتا أو بين بين (نصف سوى )يعنى غير ناضج بما يكفى لتكوين رأى صحيح أو الوصول لإعتقاد سليم ولهذا شرع الله من الدين ما وصانا به لعلنا نحيا وتحيا فينا ضمائرنا .!
وهذا أبدا لايكون إلا وفق إتباع ما أمر به الله ورسوله قدر المستطاع .، واجتناب ما نهى عنه .، ومن هنا ندرك أن أى محـــاولة للتفلسف من هذه النخب المثقفة فى وضع تأصيل أو تجذير للشكاوى وتحديد الأزمات فى غياب الضمير الحى.، والذى إن جـــاز جعله فوق القوميات .،والفكر والأيدلوجيات لكل جماعة أو فئة وطائفة فإن أى محاولة لجعله فوق الدين تعد نوعا من العبث وعدم الفهم الصحيح للدين وحتى الفهم والوعى بما هية الضمير.، ولا أطوار ومراحل نموه وتشكيله فى عقل وقلب النفس البشرية !!!
والله يعلم أننى ما قصدت فى هذا النشر التنظير أوالتبكيت مع أحد أولأحد.!
غير أنى أعلن محبتى للجميع فى الله ولله .،
وكفى بالله شهيدا، وهو سبحانه وتعالى خير الشاهدين.،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.!!!

***

الأحد، 10 أكتوبر 2010

أسس الجوار.، وكذا الحوار ......!!!!


فى فقــــــــــــــــــــــه وأد الفتنة...!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )صدق الله العظيم
أحبائى..
فى ظل حالة الإحتقان المجتمعى العام الذى تعيشه مصرنا الحبيبة يحلوا للبعض الحديث عن الإحتقان الطائف ويخصون بالذكر الإحتقان بين المسلمين والمسيحيين ولهذا كتبت فى فقه وأد الفتنة..إن جمال الصورة أو قبحها ليس مرده إلى جانب منها فقط.، بل يرجع إلى كل مشاهدها خاصة وإن كان الجانب الذى ينظر إليه من خلال عيون البعض إنما هو بعض خيط أو خط بلون معين متعلق ومرتبط بخطوط ومتشابك مع خيوط أخرى بألوان متعددة .، فالإحتقان الطائفى هو جزء أوجانب أو بعض خيط وخط من حالة إحتقان عام يعيشها المجتمع بأسره فى ظل حالة من الإستبداد السياسى والفساد الأخلاقى والإدارى والإقتصادى يتردى فيها النظام والحكومة من خلال توارث مفاهيم وقيم لاترقى لما تتطلبه الحياة الحياة المدنية الديموقراطية السليمة .، والتى ليس منبعها أو مجريها تعاليم الدين ومفردات الأخلاق السامية ومفاهيم القيم المثلى له التى أبدا لا تجيز ولا تحض على كل هذا الإستبداد والفساد حتى ولو التحفت بأى عباءة وتدثرت بأى أيدلوجية فكرية ثقافية وسياسية لأى جماعة حتى ولو كانت متشددة .،ومرد ذلك ثلاثةأمور:- أولهما..أن هذه الجماعات لاتحكم ولا تملك القدرة على التأثير مطلقا فى المجتمع .، اللهم إلا فيما يزعم البعض من ترهات وأباطيل وأمور غير ذات جدوى كأعمال السحر والشعوذة.، أو أفعال صبيانية طائشة يبالغ فيها أحيانا كثيرة من أجل علة وغاية لتبرير تمديد حالة الطوارىء.، أو ترهيب الناس من الحكم الإسلامى تحت زعم الخوف منه بما يعرف بفوبيا الدولة الدينية والتى تضاد مفهوم الدولة المدنية فى زعم كل خائف ومرجف فى الدولة ، وفى يقين ولسان حال كل فاسد مستبد يرتع ويخوض ويلعب فى ظل دولة شرطية وبوليسية أو ملكية تضاد بالفعل واليقين مفهوم الجمهورية والدولة المدنية.!! وثانيهما:- أن الحزب الحاكم والحكومة فى ظل هذا النظام الفاسد والمستبد يتحجج ويفند منطق تلك الجماعات فى نقدها ومعارضتها للحكم بأنه غير إسلامى أنه يتخذ الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع وهذا ليس فى مواد الدستور فحسب بل فى لائحة الحزب الوطنى ذاته.، والأنكى والغريب أنه يرفض تكوين أى حزب على أساس دينى ومرجعية فقهية!!!..وثالثهما:- أن الفقه والفكر الإسلامى بالفهم الصحيح والذى يعد أساسا للحل ليس حكرا على أى جماعة أيا كانت .، واختلاف الآراء وتعدد الرويات ووجهات الآيات التى تحملها معانيها والأحاديث بمتونها واسنادها وشرحها المتعدد الفهم والفكر مع رحابة وسعة كل إختلاف من خلال الصحيح المنقول من قول الله والرسول وليس بما تستحسنه العقول عبر القرون والأزمان فى ظل حكم إسلامى رشيد بمقتضى إيمان حقيقى بصحيح الإسلام وليس مجرد إفلاس نظم وحكومات لم تجد غير الإلتجاء والإحتماء بالشرع فى وجه كل معارض أو منتقد لها كحال البعض من النماذج الحالية والسابقة الفاسدة والمستبدة .، لهو خير مثال ودليل وبرهان على مدنية الدولة الإسلامية منذ حكم الرسول صلى الله عليه وسلم والذى حدث على عهده وفى حضرته الإختلاف والإجتهاد فى النص بفهم ورؤى وفقه متعدد ومع ذلك أجاز الجميع .، بل ونزل أحيانا أخر فى تطبيق للشورى المفقودة والموءودة فى أيامنا هذه.، والتى أمره بها رب العالمين (وأمرهم شورى بينهم ) على رأى الغالبية .، وترك الأمر مرات عديدة لأهل الخبرة والإختصاص وليس أهل الثقة والحظوة .، وأوكلهم إلى ذلك "أنتم أعلم بشئون دنياكم" "وأهل مكة أدرى بشعابها" وسار على ذلك السلف الصالح فى ظل الخلافة الإسلامية الرشيدة !!!المهم وحتى لاأطيل أو أخرج عن مضمون الكلام أعود وأقول أن تجميل الصورةأو محاولة وأد الفتنة لايكون بإقتطاع جانب أو الإمساك بخيط أو خط بلون معين .، ومحاولة النظر إليه منفردا ومحاولة تقويمه وتعديله بل يجب أن تكون كل الجوانب منظورة بمعنى أدق الخروج من شرنقة النظرة الأحادية والمصلحية لكل طائفة .، ونقطة البداية تكون بالأساس محور الإهتمام مع تصحيح الخلفية أو المرجعية وفق رأى الأغلبية الحقيقية من خلال الصناديق وليس أغلبية المماليك !!!بمعنى موجز "القضاء على الإستبداد والفساد بتعديل الدستور والقانون بما يضمن التعددية الحزبية الحقيقية وضمانة كل فرد أن يحصل على حقه فى المباشرة السياسية .، وتتحقق العدالة والمساواة الإجتماعية فى حرية وديموقراطية حقيقية وليبرالية التقوى .، وهذه هى المرجعية الإسلامية والتى تضمنها المادة الثانية من الدستور(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وتكون المواطنة بمفهومها الصحيح " لايكونن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت .، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا، وإن أساءوا فلا تسيئوا" .، وساعتها لن يكون هناك أى إحتقان لاطائفى ولا مجتمعى "!!!
ولما كان العدل مفقودا ...ساد الظلم ...وعمّ البلاء، وطمّ الفساد ، وطال الإحتقان جموع الشعب الذى يئن من هذا كله فى ظل إهمال وعجز وإحتكار ثلة منفردة بمقاليد الأمور فى كل مناحى الحياة .، فكان الإستغباء وليس الغباء "لأنى أبرىء الشعب كله بما فيه هذه الثلة منه"مسيطرا على كل الأفعال .، وذلك لأن الجميع يعى ما فيه ويعلم مايريده .، ويغلب عليه الظن فى فلاحه ونجاحه فى أى عرض وسرد يمكن به أن يمرر أو يبرر أى فعل يحدث منه .، وأى شىء يريده.، غير أن ذلك كله مرهون أيضا بأحد أمور ثلاث...الأول.. العلم....الثانى...المعرفة....الثالث ...الوقفة...وتلك هى تراتب الملكات البشرية التى يمكن بها إحداث أى تغيير وإصلاح يرتحى بحق وعن حق بالإرادة والعزيمة المطلوبة ..ولذا نجد جانب الأنظمة والحكومات يأبى أن تتم هذه الملكات للشعوب ويصارع فى سبيل ذلك بكل ما أوتى من قوة وبطش وقهر وكبت .، اللهم إلا فى حدود دنيا لاتمكن أى فرد أو مجموعة وحتى حزب أو حركة من القيام بأى شىء .، وحتى يعلن للآخر ويثبت لنفسه وشيطانه أنه لم يقصر .، والغريب بل والمؤسف أننا نجد جانب الشعوب بداية من نخبه المثقفة والواعية والتى تتجرع كأس الأنانية والفرقة والتشرزم حتى الثمالة أفراد وجماعات وأحزاب وحركات .. والتى تعلن فى كل يوم أنها مهمومة وفاهمة وواعية وتعلم ما تريد وما ينبغى ..وهى للحق كذلك غير أنها وإن كانت صريحة فى إعلانها ذلك لكنها ليست صادقة فيه.، اللهم إلا بما يحقق لكل فرد أو جماعة وحزب وحركة مكسبا يجعلها ويجعله فى المقدمة وعلى رأس الأمر كله أو على أقل تقدير ينسب لها وله وحدها ووحده دون الآخرون الفضل فى ذلك...وانتهاءا بالغالبية العازفة عن أى مشاركة سياسية لاتقوم بما يجب أن تقوم به لتحقيق وامتلاك تلك الملكات الثلاث ..اللهم إلا فى حدود دنيا أيضا تمكن البعض منهم على اللحاق بركب السلطة والنظام حينا.، وحينا آخر تمكنهم من الحصول على مكاسب مادية وشخصية تحقق لهم الرضا والحياة المستقرة فى عيشة طبقية وأحيانا طائفية" أحلام وأمانى زائفة".، أو على أقل تقدير يكون فى جانب المعارضة المستأنس المرضى عنه وليس المغضوب عليه!!!وعلى ذلك لم يبقى أى أمل إلا فى قضاء عادل مستقل يقضى بالحق وعلماء دين مستنيرين بنور الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ينيرون الطريق بالصحيح المنقول وليس ما تستحسنه العقول .، وإعلام حر ونزيه وشريف ..لا يرث أى غباء ولا يتعرض للأمر بإستغباء ... يعرض الأمر ويسرده ليس بحيادية شيمفونية ، ولكن بحيادية موضوعية .، ومهنية محترف بعقل مهموم وقلب واع يحترق شوقا لتكوين اللحمة الوطنية طبقا لمعايير القيم السامية والأخلاق العليا المستمدة من الدين لتستقيم الأفكار والرؤى التى تتوافق وصالح الوطن والمصلحة العامة للشعب ..بعيدا عن أى حسابات ولا مواءمات ولا أيدلوجيات مستوردة ..ويكون مقصده وجود السلطان" الحكم والنظام" العادل...ولا يبقى لى إلا أن أكرر تلك المقولة)إن الله يزع بالسلطان العادل مالا يزع بالقرآن....ومن أمن العقاب أساء الأدب(وخلاصة القول...إن مفهوم الدولة المدنية المتنازع عليه من قبل "العولمة" كفكر مستنير من قبل شتات الشيوعيين وجماعة العلمانيين من جهة ..ومن قبل "عالمية الإسلام" كفكر دينى رشيد من قبل شتات المتشددين وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى ...يواجه مصيرا محتوما" وهوالفشل" فى طريقه المسدود ليس فقط بسبب إعتزاز كل فريق بما يرى وادعاءاته الكاذبة حينا والمتشددة والمتطرفة حسنا آخر بأنه يملك وحده الحق والصواب....، بل لأن الفريقان والجهتان يتصارعان على السيرفى هذا الطريق وهو يتيهون ضلالا وحيرة فى ظلمات الإستبداد السياسى والفساد الأخلاقى والإقتصادى للحكومات والأنظمة الحالية.!!والأنكى والغريب بأن كل منهما يستأسد على الآخر من خلال تحليلات موتورة وانتقادات مبتورة تفتقد لأبسط المعايير الموضوعية .، والحيادية.، وأيضا المهنية.، سواءا العلمية أو الأخلاقية .، بل ويستقوى كل فريق منهم على الآخر إستعداءا حينا واستجداءا حينا آخر من خلال تلك الأنظمة والحكومات المستبدة والفاسدة.، والتى تعيشهم فى دول بوليسية بقانون الطوارىء.، أو ملكية فى ظل مراودة أحلام التوريث .، أو دينية إيمانا بولاية الفقيه فتفسد كل ممارسة ديموقراطية بالبلطجة والتزوير حينا وبالرشاوى السياسية حينا آخر ترغيبا وترهيبا.،!!!
وفى هذا أضع بين أيديكم وعلى صفحاتكم وعلى مرأى ومسمع منكم كلمة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمام الأستاذ الدكتور / عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء.،و الإمام الأكبر الدكتور / محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في القاهرة بالمؤتمر العام السادس عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الفترة من 8 – 11 ربيع الأول سنة 1425 هـ الموافق 28 إبريل - 1 مايو 2004 م وكان موضوع المؤتمر " التسامح في الحضارة الإسلامية " وتحدث في هذا المؤتمر عدد كبير من العلماء والمفكرين ، وكان ممن تحدث في المؤتمر " البابا شنودة الثالث " الذي أدلى بشهادته على سماحة الإسلام طوال تاريخه الطويل ، وهذا نص خطابه..
باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعاً ..
نظرة الإسلام إلى السلام : يكفي أن السلام هو اسم من أسماء الله ، وقد ورد في سورة الحشر : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ )) ( سورة الحشر : 23 ) وورد في سورة البقرة : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً )) ( سورة البقرة : 208 ) ، وفي سورة النساء (( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً )) (سورة النساء: الآية94) أول مرحلة من السلام كانت في تاريخ الإسلام هي العهود والمواثيق الشهيرة ، لعل في مقدمتها الميثاق الذي أُعطى لنصاري نجران ، والميثاق الذي أعطى لقبيلة تغلب ، ووصية الخليفة أبي بكر الصديق لأسامة بن زيد ، والوصية التي قدمها الخليفة عمر بن الخطاب قبل موته ، والميثاق الذي أعطاه خالد بن الوليد لأهل دمشق ، والميثاق الذي أعطاه عمرو بن العاص لأقباط مصر . وفي هذه المواثيق أمَّن المسيحيين على كنائسهم وصوامعهم ورهبانيتهم وأملاكهم وأرواحهم . ونذكر هنا في مصر أنه عندما أتي عمرو بن العاص إلى مصر كان البابا القبطي بنيامين منفياً ثلاثة عشر عاماً بعيداً عن كرسيه ، فأمَّنه عمرو بن العاص وأعاده إلى كرسيه وأسلمهُ كنائسه التي أخذها منه الروم ، وعاش معه في سلام . ونذكر أيضاً بعض نواحي محبة وتعاون ؛ فمثلاً في الدول الإخشيدية كان محمد بن طغج الإخشيدي يحتفل مع الأقباط بعيد الغطاس في جزيرة في النيل ، وقد أوقدوا حوله ألف قنديل . وفي الدولة الطولونية نعرف أن جامع أحمد بن طولون بناه سعيد بن كاتب الفرغاني ، وهو مهندس مسيحي ، طلب منه أحمد بن طولون أن يبني مسجده بغير عمدٍ تمنع النظر . وفي الدولة الفاطمية كانت العلاقة طيبة جداً بين المسيحيين والمسلمين حتى إن يعقوب بن كلس اليهودي كان الوزير الوحيد في عهد المعز ، وعيسى بن نسطورس النصراني كان كذلك في عهد العزيز بن المعز ، مما يدل على أن غير المسلمين وصلوا إلى درجات كبيرة في الدولة . نرى أيضاً من سماحة الإسلام : ما قيل من كلمات طيبة عن أهل الكتاب في آيات القرآن ، ففي سورة آل عمران : (( .. مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِين َ)) (سورة آل عمران : الآيتان113 : 114) ولاشك أن هذه الكلمات كان لها تأثير في المجتمع الإسلامي ، وفي العلاقة الطيبة بين المسيحيين والمسلمين وفي سورة الأنبياء (( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) ( سورة الأنبياء : الآية 7) وفي سورة المائدة (( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )) ( سورة المائدة: الآية82) وفي الحديث عن السيد المسيح في سورة الحديد (( وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً )) ( سورة الحديد: الآية27) ومن التسامح الإسلامي أيضاً الأحاديث التي وردت عن أهل الذمة ، فقد قيل ( في المأثورات الإسلامية ) : [ من آذى ذمياً فليس منا ، العهد لهم ولأبنائهم عهد أبدي لا يُنقض يتولاه ولي الأمر ويرعاه ] لاننس العلاقة الطيبة الذي قدم لها مثالاً الخليفة عمر بن الخطاب عندما دُعي للصلاة في كنيسة القدس فاعتذر عن ذلك ، وقال : [ لئلا يأتي المسلمون من بعدي ويأخذوها منكم ويقولون هنا سجد عمر ] وصلى بعد رمية حجر من الكنيسة ، وأنشئ في ذلك المكان جامع عمر ، إنها روح طيبة عاش بها الإسلام مع غير المسلمين ولعل من النقاط البارزة في القرآن مبدأ هام هو أنه لا إكراه في الدين ، فقد ورد في سورة البقرة (( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )) ( سورة البقرة: الآية256) وفي سورة يونس : (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )) ( سورة يونس: الآية 99 - 100) ولذلك عندما جمع هذا المبدأ – مبدأ لاإكراه في الدين – المبدأ الذي يقول : (( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ )) كما في (سورة المائدة:الآية99) وأيضاً (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )) ( سورة المائدة : الآية105) وفي سورة الشورى : (( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ )) (سورة الشورى: الآية48) وفي سورة النحل (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ )) (سورة النحل : الآية 82) لذلك كان من المبادئ الإسلامية القرآنية المعروفة بعدم الإكراه في الدين ، وما على الرسول إلا البلاغ ، وأيضاً ماورد في سورة الغاشية (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّر *ٌ لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ )) ( سورة الغاشية: الآية 21 - 22) حتى بالنسبة للكافرين ورد في سورة الكافرون (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )) (سورة الكافرون : الآيات 1- 6) ولهذا كان من مبادئ التسامح تلك الآية التي تقول (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )) ( سورة آل عمران: الآية159) من أجل هذا كانت المجادلة في أمور الدين تكون بالتي هي أحسن ، وهذا مبدأ من مبادئ التسامح كما في سورة العنكبوت : (( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ .. )) (سورة العنكبوت : الآية46) وجاء في سورة النحل (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. )) ( سورة النحل: الآية 125) لذلك إن حدث في يوم من الأيام إكراه في الدين يكون هذا خروجاً على تعاليم الإسلام التي سجلها القرآن . غير أن هناك بعض آيات خاصة بالقتال والحرب لا تعمم على الجميع ، منها (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) (سورة الأنفال: من الآية60) إذ هي موجهة في حالة الحرب وموجهة إلى أعداء الله وأعداء البلد ، ومع ذلك جاء في نفس الآية : (( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ )) ( سورة لأنفال: الآية61) وأيضاً يقول القرآن (( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) (سورة الممتحنة:8) إذ المسائل الخاصة بالحرب والقتال والخاصة بالأعداء الذين يخرجونكم من دياركم أو يضلونكم في دينكم شيء آخر ، ولكن في غير ذلك يعيش الناس في محبة تبرونهم وتقسطون إليهم ، إن الله يحب المقسطين .!
وإذا كان هذا قول البابا شنودة نفسه فماذا حدث؟، وما الذى تغير فى مفهوم الكنيسة وخبرتها بالإسلام خاصة وأنه مازال يردد تمسكه بما جاء فى القرآن ضمانا لهم (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه )؟، حتى يخرج علينا كل دعى وموتور يشكك فى القرآن الذى يتمسك بمنطوق آياته وأحكامه أعلى رأس فى الكنيسة؟؟!!هل طال عليهم الأمد أم نسوا أم أن عدم العدل والمساواة فى ظل حكم ونظام فاسد ومستبد .، أم ياترى استجدت عوارض وأمور دعت بعضهم للإستعلاء والإستقواء ؟؟!!
المرجع : كتاب " التسامح في الحضارة الإسلامية " ص : 25-31 ، سلسلة القضايا الإسلامية التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – وزارة الأوقاف - مصر - العدد 110 لسنة 1425هـ - 2004 م .وفى هذا كله لم يبقى لنا كعامة الشعوب إلا أن نقول للنخبة المثقفة والشتات والجماعات وأيضا الأنظمة والحكومات هناوهناك وكذا القيادات الدينية فى كل فريق "حسبنا الله ونعم الوكيل"!.،
وستحيا مصر رغم أنف الجميع وطنا واحدا لكل المصريين ويحكمها أبناؤها بالإسلام الذى يضمن كل الحريات والعدل والمساواة فى مرجعية وإطار شرعى لدولة مدنية بالعدل .!!
******

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

العيش الواحد والوحدة الوطنية...!!!


أحبائى...
إيمانا منى بحقنا فى المعرفة وحقنا فى التعايس السلمى مع بعضنا فيما يعرف بالمواطنة فإننى أتبنى ذلك المقترح وأعيد نشر مقالات الدكتور العوا حول هذا الأمر والله من وراء القصد ,
فلابد من إنشاء لجنة وطنية قضائية ليست مهمتها إقامة حوار وتقارب بين وجهات النظر بل التحقيق فى الأمر ومع كل الأطراف للوقوف على الحقائق وإعلانها مع محاسبة المتسببين فى الأمر أيا ما كان مكانهم ومكانته الدينية والسياسية وإقرا ر محاذير وخطوط حمراء بقانون يحذر ويمنع اللعب فى هذه المساحة وسيادة القانون فوق الجميع مع العمل على معالجة الإحتقان الإجتماعى والسياسى وكذا العوز والفقر الإقتصادى॥!!!
د. محمد سليم العوَّا يكتب: الكنيسة.. والوطن (١)
٢٨/ ٩/ ٢٠١٠
■ الشاغل الأكبر للمصريين جميعًا، وللعرب المتابعين للشأن المصرى هذه الأيام، هو حالة الاحتقان الإسلامية المسيحية التى لم تخل وسيلة من وسائل الإعلام المصرية من إشارة إليها، أو مقالات عنها، منذ يوم الأربعاء ١٥/٩/٢٠١٠ حتى اليوم.
■ وكان الذى أنشأ القول فى هذه المسألة حديث نشرته (المصرى اليوم) أدلى به الأنبا بيشوى، أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، سكرتير المجمع المقدس، نائب البابا فى رئاسة المجلس الإكليركى لشؤون الكهنة. وفى اليوم نفسه، مساءً، كنت ضيفًا على الإعلامى الشهير أحمد منصور فى برنامج (بلا حدود)، الذى تبثه كل يوم أربعاء (قناة الجزيرة) على الهواء مباشرة، وكان الموضوع المتفق عليه للحلقة هو العلاقة الإسلامية المسيحية فى مصر فى ضوء الشائعات التى راجت، وأدت إلى مظاهرات فى مدن عدة، عن إسلام السيدة كاميليا شحاتة، زوجة أحد الكهنة فى محافظة المنيا.
■ وأثار الأستاذ أحمد منصور قضايا، نشر عنها فى الصحف، إحداها تتعلق بضبط سفينة تحمل أسلحة أو أسلحة وذخائر لنجل وكيل مطرانية بورسعيد (جوزيف بطرس الجبلاوى) وتكلمت فى هذا الأمر بما أملاه علىَّ الضمير الوطنى والمعرفة المهنية، وحديثى فيه لا يزال معروضًا على مواقع عديدة على الشبكة الدولية للمعلومات والاتصالات (الإنترنت ـ اليوتيوب) يمكن لمن شاء أن يراجعه، ولا أزال عند كل كلمة قلتها فيه، وليس صحيحًا بحالٍ ما نشر أو نسب إلىَّ، مما يوهم خلاف ذلك فى أية وسيلة إعلامية كان نشره.
■ لكن حديث الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى فرض نفسه على اللقاء إذ كان مما جاء فيه:
- إن من يعلن رغبته فى اعتناق المسيحية الآن تأخذه الشرطة «يرنُّوه علقة تمام ويتحبس عدة أيام علشان يرجع عن اللى فى دماغه».
- أما الخلاف على بناء الكنائس أو الأسوار فلم يحدث إلا فى المنيا والسبب هو المحافظ نفسه، حيث أخذ موقفًا ضد المصابين فى حادث أبوفانا من طالبى الرهبنة ورفض علاجهم... وما وقع لا يتعلق بسور أو كنيسة بل كان هجومًا بالأسلحة على الدير.
- ألا يكفى أن الجزية فرضت علينا وقت الفتح العربى، تريدون الآن أن تُّصَلُّوا لنا... وتقيموا الصلوات والقداسات؟
- الأقباط أصل البلد، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا «كمان عايزين يحكموا كنايسنا» أنا لا أرضى بأى شىء يمس المسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية.
■ ■ ■
■ وكان طبيعيًا أن تناقش هذه المسائل، وأن يجاب عن كل واحدة منها بما يناسب المقام، ويعبِّر عن الشعور الإسلامى الحقيقى بلا مواربة ولا مداهنة ولا مجاملة، لأنه لا يفسد علاقات الأخوة فى الوطن شىء أكثر من قيامها على التقية، والنفاق السياسى والاجتماعى، بديلين للمصارحة والصدق فى السر والعلانية على السواء.
■ وقد أدى كلامى، الذى كان تعقيبًا على حديث الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، ثم ما نشر من بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة) الذى قدمه إلى مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية ١٣، إلى فتح الحديث فى المسألة كلها: مسألة الكنيسة والوطن.
■ ولست بحاجة إلى إعادة سرد مواقفى فى شأن العلاقات القبطية الإسلامية، وهى مواقف حملنى عليها دينى والتزامى به، وقد فصَّلت بعض ذلك فى كتابى (للدين والوطن)، وفى مقالات لا أحصيها، ومؤتمرات ولقاءات مع إخواننا الأقباط الأرثوذكس فى الكاتدرائية، بحضور الأنبا موسى، أسقف الشباب، وغيره من رجال الكنيسة، وفى المركز القبطى للدراسات الاجتماعية عندما كان يديره الأخ المهندس سمير مرقس، وفى غيرهما من الكنائس وأماكن اللقاء. وهذه الحوارات يذكرها من حضرها أو قرأ عنها أو استمع إلى تسجيلاتها على الرغم من قول البابا شنودة ـ لأسباب أجهلها ـ فى لقائه يوم الأحد ٢٦/٩/٢٠١٠ مع الإعلامى المعروف عبد اللطيف المناوى، إننى لم أقم أى حوار مع الكنيسة الأرثوذكسية. ولا أحب تذكيره بالحوارات المتعددة معه شخصيًا، التى كان بعضها بناء على دعوته المباشرة (يوم ٦/٦/١٩٩١ لمدة تزيد على الساعتين حضره ثلاثة من شباب الأساقفة لا أذكر أسماءهم، والمرحوم أديب نجيب وهو أرثوذكسى كان مدير العلاقات العامة فى الهيئة الإنجيلية)، وبعضها بدعوة من غيره (الندوة المغلقة فى نقابة المهندسين المصرية فى سنة ١٩٩٢ حول الإرهاب وسبل معالجته بدعوة من وزير الإسكان ونقيب المهندسين آنئذٍ المهندس حسب الله الكفراوى، وشريطا تسجيلها صوتًا وصورة عندى، وقد حضرها نحو ثلاثين مفكرًا وعالمًا وحركيًا منهم، مع حفظ الألقاب: محمد الغزالى، ومصطفى مشهور، وحلمى مراد، وبهاء الدين إبراهيم، وعادل حسين، وعبدالمنعم أبوالفتوح، ، وميلاد حنا، وأبوالعلا ماضى، وكمال أبوالمجد الذى كان يديرها وكانت كلمة الختام هى مداخلة ثانية عَقَّبتُ فيها على كلام البابا شنودة عن الأوقاف القبطية). [ترتيب أسماء الحضور ـ كلمتى ......] وبعضها بدعوة من مؤسسات للحوار الإسلامى المسيحى (مسلمون ومسيحيون من أجل القدس ـ بيروت ١٩٩٦ بدعوة من الفريق العربى للحوار الإسلامى المسيحى). وأنا ألتمس العذر للبابا شنودة أن ينسى هذه اللقاءات المهمة، وهو قد دعا لى الأسبوع الماضى بالهداية وصلاح الحال والمغفرة وأن يسامحنى الله (الدستور، ٢١/٩/٢٠١٠) وأنا أبادله دعاءً بدعاءٍ، ورجاءً برجاء، صادقًا غير مجامل، وجادًا غير هازل.
■ أقول لست بحاجة إلى سرد مواقفى من العلاقة الإسلامية ـ المسيحية فقد عرفه من عرفه، ولكن الذى أنا ـ وجماهير المسلمين فيما أعتقد ـ بحاجة إليه حقًا هو التوقف عند التصريحات الكنسية التى تؤدى إلى الإساءة إلى هذه العلاقة التاريخية، وتحولها من بناء صلب، لا يتأثر بالزلازل الاجتماعية والسياسية العارضة، إلى واقع هشٍّ قابل للانهيار تحت وطأة الضغوط التى تسببها عوامل الإثارة، وأسباب الفتنة، التى لا يدرؤها ولا يتجاوز قدرتها على العمل التخريبى فى كيان الوطن إلا وحدة أبنائه، مهما اختلفت أديانهم.
■ لقد أشرت من قبل إلى مواقف نشرةٍ كنسية أرثوذكسية يطلقون عليها (الكتيبة الطيبية)، وذكرت عملها فى إذكاء نيران الفتنة الطائفية، وناقشت بعض أسوأ ما نشرته فى كتاب (للدين والوطن)، وأود هنا أن أشير إلى عددها رقم (٦٠) الصادر فى نوفمبر ٢٠٠٧ الذى نشر فيه مقال بعنوان (الثورة القبطية بيضاء) لم تستطع المجلة نشر اسم كاتبه، مما يجعل المسؤولية عنه تقع ـ قانونًا ـ على عاتق رئيس التحرير، يقول هذا المقال: «أصبح الوضع بالنسبة للأقباط خطيرًا وسريع التقلب.... وبدون تغيير فعال وسريع فإن أولئك المصريون الأصليون بحضارتهم التى تمتد إلى ألف عام والتى ساهمت فى بلورة طبيعة التاريخ المصرى سوف تتعرض لخطر الإبادة الكاملة.... أصبح الوقت سانحًا لأقباط مصر المسيحيين من أجل المقاومة. وبما أن الثورة الحمراء قد خدمت العديد من الشعوب على مدار التاريخ فإن هذا بالتأكيد ليس الأفضل بالنسبة لمسيحيى مصر، الاشتباك فى معركة ضد الحكومة المصرية والجيش المصرى وما يقدر بحوالى ١.٤ مليون فرد من قوات الأمن المركزى ليس خيارًا على الإطلاق. التغييرات الأساسية يجب أن تتم من خلال التظاهرات السلمية المنظمة وعدم الانصياع المدنى (يقصد العصيان المدنى) بعيدًا عن العنف والنضال من أجل الإصلاح السياسى والحكومى. وفى مواجهة العنف الشديد والتمييز ضد الأقباط، فإن هذه المهمة المروعة قد تبدو مستحيلة، ولكن بالصبر والتصميم والوقت والمقاومة السلمية يمكن أن يتم التغيير... حياة عمل المهاتما غاندى.... يمكن أن تشجع وتوجه الأقباط نحو القيام بثورة سلمية بيضاء فى مصر». لقد كتبت يوم نُشِرَتْ هذه المقالة أقول: «هذه العبارات الصارخة فى الحض على الثورة والخروج على الدولة والمجتمع لا تحمل توقيعًا من أحد مما يعنى
ـ فى العرف الصحفى أنها رأى للمطبوعة نفسها لا لأحد كتابها. ومن ثم فإن المساءلة عن هذا التحريض السافر تتوجه إلى الكتيبة الطيبية والكاهن الذى يرأس تحريرها والكنيسة التى تصدرها» [ص ١٠ من كتاب للدين والوطن، ط٣، ٢٠٠٩].
■ ولم تتم مساءلة أحد. ولم تحاسب الصحيفة الكنسية، ولا الكنيسة الأرثوذكسية التى تصدرها، ولا الكاهن الذى يرأس تحريرها.
■ ■ ■
■ لقد بدأت حديثى إلى الإعلامى الشهير أحمد منصور بعبارة نصها: «إن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر علاقة أُخوّةٍ أزلية لا تنفصم ولا تنقسم». وهذه عقيدة أؤمن بها ولا يزعزها عندى حدث أو مجموعة أحداث مهما كان نوعها. لكن ملايين المصريين المسلمين من حقهم علينا أن ندفع عن مشاعرهم ما يسىء إليها، وعن شعورهم بأخوة القبط لهم ما يضعفه، وعن كرامتهم فى بلدهم ما يمسها، أو يوهم المساس بها، لاسيما عندما يصدر مثل هذا عن رؤوس الكنيسة والمسؤولين فيها. نفعل ذلك أداءً للواجب كما نؤديه فى مواجهة أهلنا المسلمين عندما يخطئ بعضهم فى حقوق إخواننا القبط، وكما نفعله فى مواجهة الدولة نفسها، وسلطاتها كلها، عندما يقع إخلال بحقوق الأقباط، أو استهانة بها، أو إهمال لها، كما فعلنا فى شأن الكُشح، وفى شأن التنابز بالأديان، وفى شأن ترشيح الأقباط للمجالس النيابية وانتخابهم لعضويتها، وفى شأن حقوق الأقباط النقابية، وفى شأن الفتن الكثيرة التى أطلت برأسها فى السنين الثلاثين الأخيرة.
■ وأبدأ من أداء ذلك الواجب بما يخص مقولة الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس ورئيس المجلس الإكليركى لشؤون الكهنة، عن الضيوف والضيافة.
فى لقاء البابا شنودة مع الأستاذ عبد اللطيف المناوى يوم الأحد ٢٦/٩/٢٠١٠، على التليفزيون المصرى، قال: «حكاية ضيوف أشك فيها بسبب النشر فى الصحف.... ليس كل ما ينشر فى الصحف نصدقه بتسليم كامل».
وقال: «أنا مش عارف العبارة قيلت ولا لأ.. أرجو أن تكون كتبت بطريقة صحفية غير صحيحة. العبارة شاذة فى لغته هو (يقصد الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى) ومنطقه هو. ما أعرفش كتبت إزاى».
وقال البابا شنودة: «من واجب الصحفى لما يعمل حديث مع أحد أن يحذف منه ما لا يحقق المصلحة من كلام ذلك الشخص».
■ وفى هذه المسألة أمور:
- الأمر الأول: أن البابا شنودة صحفى قديم، وهو أدرى من سواه من قيادات الكنيسة بواجبات الصحفيين، ومدى وجوب التزامهم أمانة الكلمة فى أدائهم المهنى. ونصيحته للصحفيين بالحذف من كلام من يحاورونهم تقتضى تعقيبًا من نقابة الصحفيين، ومن لجنة آداب المهنة فى مجلسها، وتقتضى إخبار النقابة برأيها فى ذلك إلى عضوها القديم البابا شنودة.
- الأمر الثانى: أن تشكيك البابا شنودة فى أن يكون الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس قد قال عبارة: «ضيوف حلوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا» يقتضى من المصرى اليوم، التى نشرت حوار الأنبا بيشوى، التعقيب عليه. فهذا التشكيك ينصرف إليها وإلى أدائها المهنى، ولا ينصرف بحال إلى الذين غضبوا من العبارة وردوا عليها وانتقدوها. وعلى الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس ـ بل كان عليه منذ ١٥/٩/٢٠١٠ ـ إن صح تشكك البابا، أو تشكيكه، فى تلك العبارة أن يبادر إلى نفيها وتصويبها وإعلان براءته منها على النحو الذى اقترحته عليه فى برنامج بلا حدود.
وهذا كله لم يكن، بل الذى كان عكسه، كما أبينه الآن.
- الأمر الثالث: أن أسقفًا كبيرًا وكاهنًا موقرًا، وغيرهما من الأقباط، دافعوا دفاعًا مستميتًا عن العبارة التى يتشكك، أو يشكك، فيها قداسة البابا شنودة الثالث.
■ فأما الأسقف الكبير فهو الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة ورئيس دير الأنبا برسوم العريان الذى قال: «الأنبا بيشوى كلامه واضح، فالمواطنون كانوا أقباطًا وأتى إخوتنا المسلمون بقيادة عمرو بن العاص وكانوا فى البداية ضيوفًا أو فاتحين ومع الاستمرار أصبح إخوتنا المسلمون من عامة الشعب، لكن التعبير نفسه لا غبار عليه... وما قاله الأنبا بيشوى وصف دقيق لوقائع تاريخية بطريقة مسالمة وودية» (الدستور ١٩/٩/٢٠١٠).
■ وأما الكاهن الموقر فهو القمص بطرس بطرس، وكيل عام مطرانية دمياط وكفر الشيخ والبرارى ودير القديسة دميانة، وكاهن كنيسة مار جرجس بدسوق، الذى ردد نحو كلام الأنبا بسنتى فى صحيفة (المصرى اليوم) بتاريخ ٢٢/٩/٢٠١٠. واستشهد القمص بطرس بطرس، لصحة كلامه، بتأويل رقيق أبداه صديقنا الجليل الدكتور يحيى الجمل لكلام الأنبا بيشوى، إذ أوَّلهُ بأنه كان يقصد أن المسلمين كانوا ضيوفًا من الناحية التاريخية. ومع تقديرى الكامل لأخى الكريم الأستاذ الدكتور يحيى الجمل، فإن ما قاله هو تأويله الشخصى الذى قد يقبله أو لا يقبله أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، وسكرتير المجمع المقدس، الأنبا بيشوى، الذى لا يزال حتى اليوم لم ينبس فى هذا الأمر ببنت شفة.
ولست أدرى كيف تستقيم دعوى (الضيوف) مع العبارة التى يحيل إليها القمص بطرس بطرس من كلام الأنبا بيشوى وهى قوله «أنا لا أرضى بأى شىء يسىء للمسلمين». فهل يظن نيافة الأنبا، وسيادة القمص وكيله، أن حكاية الضيوف ـ كما يسميها البابا شنودة ـ لا تسىء إلى المسلمين؟! أم أن الأنبا بيشوى لا يرضى إلا بإساءته هو، دون إساءة غيره إلى إخوته المسلمين؟!
- الأمر الرابع: أن البابا شنودة نفسه ـ قبل أن يصبح حاملا لهذا اللقب ـ كتب فى سنة ١٩٥١، فى المقال الافتتاحى لمجلة (مدارس الأحد) فى عددها الصادر يوم ١/١/١٩٥١ كلامًا يدل على المعنى نفسه الذى عبر عنه الأنبا بيشوى بلفظ (ضيوف) وكان التعبير عنه فى كلام البابا شنودة ـ قبل أن يصبح كذلك ـ بتعبير (إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا فى مصر)! ومن قبله كتب القمص سرجيوس الذى يدعى أحد آباء الوحدة الوطنية يقول: «إن أرض الإسلام هى الحجاز فقط، وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون» (مجلة المنارة عدد ٦/١٢/١٠٤٧).
■ وقص البابا شنودة فى المقال نفسه قصة احتراق كنيسة فى مدينة الزقازيق سنة ١٩٤٨، وقيام الوطنى الكبير والقطب الوفدى الشهير إبراهيم باشا فرج بالتدخل لدى مدير المديرية وقتها، وإنهاء الخلاف الذى أدى إليه احتراق الكنيسة، وأنه
ـ أى البابا شنودة نفسه ـ قد اعترض على ما فعله إبراهيم باشا فرج وانتقده ووقف ضده؛ فأرسلت إليه الحكومة نجيب إسكندر باشا، الذى كان وزير الصحة فى حكومة النقراشى باشا، وكان مما قاله للبابا شنودة: «لحساب من تعملون؟ أنتم تهددون وحدة العنصرين» [الدكتور نجيب سليم رئيس الجالية القبطية فى كندا، الأقباط عبر التاريخ، دار الخيال، القاهرة ٢٠٠١، ملحق الكتاب].
■ وحق لكل مسلم، ولكل قبطى مؤمن بوحدة الوطن مثل إيمان إبراهيم فرج ونجيب إسكندر أن يتساءل بعد أن يسمع ما يقال، ويقرأ ما يكتب عن الذين يهددون وحدة العنصرين؟
وأن يتساءل كذلك عما إذا كان البابا شنودة لايزال يتشكك، أو يشكك فى حكاية (الضيوف) بسبب النشر فى الصحف؟؟!!
ونستكمل هذا الحديث غدًا إن شاء الله.

د. محمد سليم العوَّا يكتب: الكنيسة.. والوطن (२,३)
३/10
• منذ سنين ناقشنا، في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، سبل التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الوطن الواحد وفي أوطان شتى. وانتهينا يومئذ إلى إصدار وثيقة سميناها (العيش الواحد) أصبحت هي دستور عمل الفريق، ووصفت في تصديرها ـ بحق ـ بأنها «دعوة للناس، وشهادة بينهم، وميثاق للعمل العربي الإسلامي ـ المسيحي».
• وكان مما قررته تلك الوثيقة أن الحوار ينطلق «من احترام حق الآخر في اعتقاده، وتعزيز الأسس الدينية للعيش الواحد في وطن واحد» وهذا الحوار لا يستقيم «بغير احترام الخصوصيات والمشاعر والرموز والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية. ولا يقتصر ذلك على سلوك أهل كل من الدينين تجاه أهل الدين الآخر، وإنما يعبر عن نفسه كذلك في وقوف الطرفين معًا ضد أي امتهان لمقدسات أيِّ منهما أيًا كان مصدره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، الحوار والعيش الواحد، بيروت 2001].
• وفي سنة 2008 أصدر الفريق العربي نفسه وثيقته الثانية بعنوان «وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان». وقد نصت هذه الوثيقة في فقرتها رقم (7) على أنه: «ينبغي على أهل كل دين ألا يخوضوا في خصوصيات دين آخر. وينطبق هذا على أهل المذاهب المختلفة والفرق المتعددة في الدين الواحد... وإشاعة أمر التعارض أو التناقض، بين عقيدة وغيرها من العقائد، لا يؤدي إلا إلى البغضاء والشحناء وإغراء الناس بعضهم ببعض...».
• ونصت الوثيقة نفسها في فقرتها رقم (9) على أنه: «من حق أهل كل دين أو عقيدة أن يتوقعوا من مخالفيهم تصحيح ما يرتكب في حقهم من خطأ، والاعتذار عما يصدر من هؤلاء المخالفين أو بعضهم من إساءة أو إهانة أو قول أو فعل لا يليق. ولا يجوز لمن وقع منه الخطأ: غفلة أو هفوة أن يستكبر عن تصحيحه أو يبحث عن تأويله وتبريره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان، بيروت 2008].
• وهذه المبادئ التي صاغها الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي للتعبير عما تراه جموع المؤمنين بالدينين حافظًا لوحدتها الوطنية، وعاصمًا لها من الفرقة، وحائلا بينها وبين التعصب الممقوت، لو اتبعها رجال الكنيسة المصرية في تناولهم للمسائل المتعلقة بالإسلام والمسلمين لما وقعت فتن كثيرة اصطلى بنارها المصريون جميعًا أقباطًا ومسلمين. والفتن، وحوادث التعصب وما يصاحبها من تطورات حمقاء من أيِّ من الطرفين، مهما خمد أورُاها وأطفأت جهود (المصالحة) نارَها، واعتذر المتسبب فيها، أو من يتحدث باسم جهة ينتمي إليها، عما كان منه ــ مهما وقع ذلك كله فإن الفتن المتوالية تتراكم آثارها في النفوس، وينشأ على ذكريات كل منها جيل أو أجيال من أبناء الوطن وبناته يفتقدون صفاء النفس نحو المخالف لهم في الدين، وينظرون إليه نظرة العدو المتربص لا نظرة الشريك في الدار، ولا نظرة الأخ في الوطن.
• فإذا تكلم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري (المصري اليوم: 15/9/2010) عن الجزية ضاربًا عُرض الحائط بكل ما انتهت إليه الدراسات الإسلامية في شأنها، وكأن شيئًا منها لم يكن، فإن هذا الحديث لا يؤدي إلى شيء إلا إلى إثارة ضغائن الأقباط على إخوانهم المسلمين، وبعث فتنة لا مسوغ لها، تعمل عملها في هدم بناء الوطن بتحطيم علاقات الأخوة فيه. سيذكر الأقباط كلام الأنبا بيشوي عن الجزية وهم لم يدفعوها ـ ولا هو دفعها ـ قط، وسينسون كل العلاقات الوادة الراحمة بينهم وبين المسلمين المعاصرين لهم وهم لم يقبضوا الجزية قط!! فما الذي يستفيده نيافة الأنبا من هذه المسألة؟ وما الذي يعود على الشعب المصري من ذكرها؟
• وعندما يتحدث عن الاستشهاد، ويؤيده فيما قال رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا شنودة، مفسرًا الاستشهاد بأنه في المفهوم المسيحي الموت في سبيل المبدأ أو العقيدة دون قتال لأن الاستشهاد في القتال موت وقتل وليس استشهادًا بالمعنى المسيحي. (حديثه مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي، الحلقة الثانية، 27/9/2010).
أقول عندما يتحدث أنبا موقر والبابا نفسه عن هذا المفهوم فإن من واجبهما أن يراعيا، مع المفهوم المسيحي الذي يقولان به، المعنى العربي اللغوي، والمعنى الإسلامي، للاستشهاد، وهو الموت في سبيل الله؛ الذي قد يكون في قتال وقد لا يكون، كما في الرجل يقول كلمة حق عند سلطان جائر فيقتله، وقد سمي في الحديث النبوي (سيد الشهداء) وقرن بحمزة بن عبد المطلب t، فكيف غاب هذا عن الرجلين، وغيرهما، وهما يتحدثان عن الاستشهاد.
ثم إن هذا الذي يموت في سبيل العقيدة، بغير قتال، يموت بلا شك مظلومًا مضطهدًا، فأين هي مظاهر هذا الاضطهاد الذي سيصل بمن يقع عليهم إلى حد القتل في سبيل مبدئهم؟؟ إن الاعتذار عن التهديد بالاستشهاد بإيراد معناه في المسيحية لا يزيد الطين إلا بلة لأنه يتضمن اتهامًا للمسلمين باضطهاد الأقباط، وهو اتهام باطل قطعًا فلا المسلمون في مصر يضطهدون الأقباط ولا الأقباط يضطهدون المسلمين، لكنه التلاسن السياسي الذي لم يستطع أحد أن يدرك ماذا أراد منه الأنبا بيشوي عندما أورده خارج سياق حديث (المصري اليوم) معه، وعندما نبهته الصحفية التي كانت تحاوره إلى السياق الصحيح للسؤال ذكرنا بأحداث سبتمبر 1981 ولم يصحح جوابه عن سؤالها.
• وأحداث سبتمبر 1981، فيما يخص الكنيسة القبطية، قطع كل قول فيها حكم محكمة القضاء الإداري في الدعوى رقم 934 لسنة 36ق التي كانت مقامة من البابا شنودة الثالث ضد رئيس الجمهورية وآخرين، والعودة إلى أوراق هذه الدعوى، وأسباب حكمها، لا تفيد نيافة الأنبا بيشوي ولا تفيد البابا. والحكم منشور في مصادر كثيرة يستطيع الرجوع إليها من شاء، إذ ليس المقام هنا مقام تذكير بأخطاء الماضي، لكنه مقام تصويب لما لا يصح من مقولات الحاضر.
• كما أقحم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس في حديثه مع (المصري اليوم) حكاية (الضيوف) وذكر أحداث 1981، أقحم في بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة) فقرة من 4 صفحات كاملة تتحدث عن القرآن الكريم، ومعاني بعض آياته، ومدى تناسق ما تذكره بعضها مع ما تذكره آيات أخرى. والبحث أعده صاحبه ليلقيه في مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 13 الذي عرف إعلاميًا باسم مؤتمر تثبيت العقيدة. واعترض على كلمة (تثبيت) البابا شنودة في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي (26/9/2010).
• ومما اتخذتُه سبيلا في علاقتي بإخواني غير المسلمين جميعًا ألا أدخل معهم في نقاش حول ديني أو دينهم، لأنني أعتقد أن الأديان والمذاهب مُطْلقاتٌ عند أصحابها، لا تحتمل التبديل ولا التغيير، ولا يقبل المؤمنون بها احتمال خطئها، صغيرًا كان الخطأ أم كبيرًا. إن الجائز بين أهل الأديان هو الإجابة عن سؤال أو شرح مسألة لمن لم يعرفها، إذا وُجِّه ذلك السؤال أو طُلِبَ هذا الشرح. وما سوى ذلك لا يجوز. وهذا هو مضمون ما تقرره وثيقتا: العيش الواحد، والاحترام المتبادل اللتين ذكرتهما آنفًا.
لذلك لن أعيد ما قاله الأنبا بيشوي في بحثه المذكور عن القرآن الكريم، فاعتقادي أنه ليس من حقه مناقشة القرآن ولا الجدل في شأن كيفية تفسيره، ولا محاولة التوفيق بين معاني بعض آياته ومعاني العقيدة المسيحية كما يؤمن بها هو ومن يتبعون مذهبه.
• غير أن كلام الأنبا بيشوي عن القرآن الكريم فيه مسائل تحتاج إلى بيان. ولست أوجه هذا البيان له وحده، ولكنني أوجهه إلى كل من قرأ بحثه أو استمع إليه، أو تابع ما نشرته الصحف وأذاعته وسائل الإعلام عنه.
- المسألة الأولى: أن الأنبا بيشوي نقل كلامًا نسبه إلى الفخر الرازي (أبو الفضل محمد فخر الدين بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة 606) في كتابه: التفسير الكبير، قال الأنبا بيشوي إن الفخر الرازي يقول عن تفسير قوله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم} [النساء:157] بأن المصلوب شخص غير عيسى بن مريم عليه السلام: «إنها إهانة لله أن يجعل شخصًا شبهه يصلب بدلا منه، لأن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه. وهكذا فقد أورد لنا أدلة لم نذكرها نحن من قبل... وقال أيضًا ما ذنب الذي صلب في هذه الحالة إن هذا يعتبر ظلم (كذا)....» [ص43 من بحث الأنبا بيشوي والنقاط الثلاث من أصل نصه].
- ولا يقتضي الأمر أكثر من الرجوع إلى التفسير الكبير ليتبين القارئ الكريم أمرين: الأول، أن الألفاظ التي زعم الأنبا بيشوي أنها من كلام الفخر الرازي لا توجد في كلامه قط. الثاني، أن الفخر الرازي أورد الأقوال في شأن قوله تعالى {ولكن شبه لهم} وردَّ عليها، واختار أصحها في نظره، وأنه لما ناقش كيفية إلقاء شبه المسيح عليه السلام على الشخص الذي صلبه اليهود والرومان ذكر أربعة أقوال في شرح تلك الكيفية وانتهى إلى أن «الله أعلم بحقائق الأمور». ولم يرد في كلامه في أي موضع تعبير (إن هذا يعتبر ظلمًا) ولا تعبير (أن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه). [تفسير الفخر الرازي، ج11، ط المطبعة المصرية، القاهرة 1938، ص 99. ورقم الآية من سورة النساء هو 157 وليس 156 كما ذكره الأنبا بيشوي].
وأنا أترك للقارئ أن يحكم على هذا الصنيع ومدى صلته بالعلم، الذي من بركته عندنا الدقة في نسبة كل قول إلى قائله، ومدى صلته بواجب الأحبار والرهبان في حفظ أمانة الكلمة وتأديتها إلى الذين يتحدثون إليهم.


- المسألة الثانية: أن الأنبا بيشوي يحكي قصة حوار بينه وبين الملحق العسكري المصري في منزل سفير مصر في قبرص (لم يذكر اسم السفير ولا اسم الملحق العسكري) وينتهي منها إلى أن الملحق العسكري وافقه على تفسيره لقول الله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم قل فمن يملك من الله شيئًا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعًا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير} [المائدة:17].
ودون دخول في تفصيلات الحوار الذي ذكره الأنبا بيشوي، أقول إنه حوار لا معنى له ولا جدوى منه، ودار ـ إن صحت الرواية ـ بينه وهو غير مختص ولا متخصص وبين رجال مثله غير مختصين ولا متخصصين، فكان حاصله صفرًا ، لا يقتضي تعقيبًا ولا يستحق ردًا. لكن المهم في الأمر كله أن محاولة إعادة فهم القرآن الكريم على خلاف ما فهم منه على مدى التاريخ الإسلامي كله محاولةٌ مآلها الإخفاق، ونتيجتها إثارة الفتنة بين الأقباط والمسلمين إذا ردد الأقباط فهم الأنبا بيشوي وفهم الملحق العسكري!! وقد كان حريًا بالأنبا بيشوي ألا يقتحم هذا المجال أصلا فليس هو من رجاله ولا أهله. ومما يحسُنُ بالمرء ألا يهرف بما لا يعرف وبخاصةٍ إذا ترتب على ذلك أن تحدث وقيعة بين أبناء الوطن الواحد يحمل وزرها الذين يجادلون فيما ليس لهم به علم.
- المسألة الثالثة: أن الأنبا بيشوي يتساءل عما إذا كانت الآية الكريمة (وصفها من عندي) «قيلت أثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريري(؟)، لمجرد وضع شيء ضد النصارى» ويتساءل قبل ذلك عما إذا «كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أنها أضيفت فيما بعد، في زمن متأخر».
والتساؤلان غير مشروعين، وفي غير محلهما، ووجها إلى من لا شأن له في الجواب عليهما.
فالنبي r لم (يقل) القرآن, إنما تنزل عليه القرآن من لدن عليم حكيم. وأنا لا أريد من نيافة الأنبا، ولا من أي مسيحي، أن يقر لي بنبوة محمد r لأنه إن فعل ذلك خرج من عقيدته الحالية، وليس هذا مطلبي. لكنني أتوقع منه أن لا يهين كتابنا الكريم (القرآن) وينسبه إلى مخلوق، ولو كان هو النبي نفسه، لأن في ذلك إهانةً لا تقبل، ومساسًا لا يحتمل بالإسلام نفسه.
والخليفة الثالث، عثمان بن عفان، لم يحوّل القرآن من شفهي إلى تحريري. بل كان القرآن الكريم يكتب فور نزوله على النبي r آية آية، وقطعة قطعة، وسورة سورة، وهذا كله مبسوط في كتب علوم القرآن التي لو طالعها أي ملمٍ بالقراءة والكتابة لم يقل مثل الكلام الذي كتبه الأنبا بيشوي في بحثه.
وأخشى ما أخشاه أن يفهم المسلمون الذين يقرأون كلام الأنبا بيشوي أن المقصود هو التسوية بين النص القرآني المتواتر بلا خلاف وبين نصوص دينية أخرى لم تدون إلا بعد أكثر من مئتي سنة من انتهاء عصر الأنبياء المنسوبة إليهم.
ومثل هذه المحاولة تعني التشكيك في تواتر القرآن. والتساؤل عما إذا كانت آية ما أضيفت إلى القرآن الكريم «في زمن متأخر» تكذيب لا يقبله مسلم، بقول الله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9].
• ولذلك فقد أحسن البابا شنودة عندما قال في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي: «آسف إنه يحصل جرح لشعور المسلمين، ونحن مستعدون لأي ترضية» (الحلقة المذاعة في 26/9/2010).
والترضية الواجبة لا تكون إلا بأن يعتذر الأنبا بيشوي نفسه عما قال وفعل وكتب. إن البابا شنودة، وهو رأس الكنيسة لا يجوز أن يتحمل أوزار المنتسبين إليها. ولا يُسْتَغنى بأسفه الشخصي عن اعتذار المخطئ من رجال الكهنوت خطأً يثير الفتنة ويحتمل أن يدمر بسببه الوطن. والبابا شنودة أسِفَ وهو لم يقرأ كلام الأنبا بيشوي، ولا استمع إليه، ولا رأى الأنبا بيشوي نفسه منذ نشر كلامه المسيء إلى الإسلام والمسلمين (حلقة 26/9/2010 مع عبد اللطيف المناوي) فأسفه كان لمجرد مشاعر نقلها إليه، برقةٍ بالغةٍ ولطفٍ ملحوظٍ، الأستاذ عبد اللطيف المناوي، وهو أسَفٌ حسن لكنه لا يغني من المطلوب، الواجب، المستحق للمسلمين المواطنين عند الأنبا بيشوي نفسه، شيئًا. ولا يشك أحد في أن البابا بسلطته الروحية والإدارية على جميع رجال الكنيسة قادر على إلزام الأنبا بيشوي بإعلان اعتذاره بلا مواربة ولا التفاف حول الأمر بكلمات هي معاريض لا تسمن ولا تغني من جوع. وما لم يتم ذلك فإن الترضية التي أبدى البابا استعداده لها لا تكون قد تمت، ويبقى الجرح مفتوحًا حتى تتم فيلتئم، وتعود العلاقة مع الكنيسة سيرتها الأولى، ويتجنب الوطن زلزالا لا يبقي ولا يذر.
• فإذا أبى الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس ذلك، فإنه لا يبقى أمامنا إلا أن نطبق ما يأمرنا به قرآننا فنقول له:
{الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} [آل عمران: 60-61].
• لقد أحسن البابا شنودة ـ أيضًا ـ عندما قال للأستاذ المناوي: «الآية التي ذكرت كانت آية يعني مش أصول أن ندخل في مفهومها» (حلقة 26/9/2010) «مش عارف إزاي حصل سرد لحاجات زي دي، ربما كان المقصود أن يعرضوا آيات ليصلوا إلى حل للخلاف اللي فيها لكن ما كانش أصول إنها تعرض خالص، كما أنهم ظنوا أن هذا مؤتمر للكهنة فقط فكأنه ناس بيفحصوا بعض أمور جوه البيت مش للخارج. بعض الصحفيين حضروا وأخذوا الحاجات وبدأوا ينشروا» (الحلقة نفسها).
• وليس خفيًا أن الكهنة مهما علا كعبهم لا يستطيعون أن يصلوا إلى حلول للخلاف بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية الذي تعبر عنه بعض آيات القرآن الكريم. فلا هم مؤهلون لهذا، ولا هو من علمهم أو شأنهم، ولن يستمع إلى ما يقولونه أحد من المسلمين. فلماذا يذكر القرآن أصلا في مثل هذا المؤتمر؟؟
والخلاف بين العقيدتين واقع أبدي لا يزول، فالبحث في التوفيق بينهما عبث يجب أن ينزه العقلاء أنفسهم عنه، ويصونوا أوقاتهم عن إضاعتها فيه.
وأن الأمر كان «داخل البيت» لا يسوغُ قبولُه مع ما نشرته الصحف التي ذكرت الموضوع من أن النص «وزع على الصحفيين».
وكم غضبت الكنيسة والأقباط كافة، من كلام كتب أو قيل داخل البيت الإسلامي، ومن كلام يقال داخل المساجد، بل من كلام قيل وكتب لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف (كلام الدكتور محمد عمارة في تقريره العلمي عن كتاب: مستعدون للمواجهة، الذي أحاله المجمع إليه لكتابة تقرير عنه فلما كتبه قامت الدنيا ولم تقعد ـ وكاتب هذا الكتاب ينتحل اسم سمير مرقس، وهو قطعًا لا علاقة له بهذا الاسم، فصاحبه المعروف هو صديقنا المهندس سمير مرقس، وهو رجل وحدة وطنية بامتياز).
لقد كان كلام الدكتور محمد عمارة داخل المجمع، ونشر ملحقًا بمجلة الأزهر، وكان ردًا ولم يكن كلامًا مبتدأً، ومع ذلك كله فقد ثارت الكنيسة على نشره وطلبت سحبه من التداول وفعل الأزهر ذلك، محافظة على مشاعر الأقباط، وحرصًا على وحدة أبناء الوطن. فهل يأمر البابا شنودة الأنبا بيشوي بأن يفعل مثل ما فعلت القيادة الدينية الرسمية للمسلمين؟ أرجو مخلصًا أن يفعل.
• سأل الإعلامي المعروف الأستاذ عبد اللطيف المناوي ضيفه البابا شنودة الثالث عما سبب تغيير الأجواء، التي كانت سائدة بين المسلمين والأقباط، من الحوار والأخوة الوطنية ونحوهما إلى التوتر والاحتقان الحاليين؟ وكان جواب البابا: «المسألة الأولى بدأت من مشكلات كاميليا... هل سيدة معينة يمكن توجد خلافًا على مستوى البلد كله... لماذا هذا الضجيج كله من أجل موضوع يمكن يكون شخصي خاص بها وبزوجها... المسألة تطورت من فرد معين إلى هياج كبير جدًا جدًا، استخدمت فيه شتائم وكلام صعب إلى أبعد الحدود، ونحن لم نتكلم وسكتنا... حدثت مظاهرات تؤذي مشاعر كل مسيحي.. لم تحدث مظاهرات من جانبنا» وعندما حاول الأستاذ المناوي تلطيف الجو بقوله «كان هناك جرح متبادل» رد عليه البابا بحزم: «الجرح مش متبادل.. أرجوك».
• والواقع أن الإجابة عن سؤال: ما الذي حدث فأدى إلى تغيير الأجواء؟ بأن المسألة «بدأت من مشكلات كاميليا» إجابة غير صحيحة جملة وتفصيلا. كاميليا وقصتها كانت آخر ما أثار مشاعر الجماهير المسلمة التي انفعلت لما أشيع من أنها أسلمت وأنها سُلِّمت إلى الكنيسة كسابقاتٍ لها في السنين السبع الأخيرة.
وأول هؤلاء اللاتي سلِّمن إلى الكنيسة كانت السيدة/ وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة (أبو المطامير) آنئذٍ. وواقعة السيدة وفاء قسطنطين حدثت في سنة 2004 وهي سلِّمت إلى الكنيسة التي أودعتها دير الأنبا مقار بوادي النطرون (حسبما أعلن في الشهر الحالي، سبتمبر 2010، الأسقف الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح والمدن السبع الغربية). وهي لا تزال تحيا فيه حبيسة ممنوعة من مغادرته حتى اليوم. وقد ثار شباب ورجال أقباط على بقاء السيدة/وفاء قسطنطين في حماية الدولة من أن تقع في قبضة من يقيد حريتها بغير سند من القانون، وتظاهروا في مقر الكاتدرائية بالعباسية، وألقوا حجارة على رجال الأمن فأصيب منهم (55) من بينهم خمسة ضباط، واعتُديَ بالضرب على الصحفي مصطفى سليمان، من صحيفة الأسبوع وانتُزِعَتَْ منه بطاقته الصحفية وآلة تصوير، واعتديَ بالتهديد على الصحفية نشوى الديب، من صحيفة العربي، ولولا حماية رجل قبطي، ذي مروءة، لها لكان نالها مثل ما نال زميلها. وقد نشرتْ تفاصيل مسألة وفاء قسطنطين منذ إسلامها إلى تسليمها جميع وسائل الإعلام المصرية، وكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية [كتابنا: للدين والوطن ص 207-275].
• وقد تزامن مع تسليم وفاء قسطنطين تسليم السيدة/ ماري عبد الله التي كانت زوجة لكاهن كنيسة بالزاوية الحمراء إلى الكنيسة، بعد أن أسلمت. وفي أعقاب هاتين الحادثتين المخزيتين سلمت إلى الكنيسة (مارس 2005) طبيبتي الامتياز ماريا مكرم جرجس بسخريوس، وتيريزا عياد إبراهيم في محافظة الفيوم وأعلن الأنبا أبرام وكيل مطرانية سمالوط أن الفتاتين «هما الآن تحت سيطرتنا» [المصدر السابق ص 277].
• وتبع هاتين الحادثتين تسليم بنات السيدة ثناء مسعد، التي كانت مسيحية وأسلمت ثم قتلت خطأ في حادث مرور، إلى زوجها المسيحي، بقرار من النيابة العامة ليس له سندٌ من صحيح القانون [التفاصيل في كتابنا سالف الذكر ص 258].
• كان تسليم المسْلِمات إلى الكنيسة، وإصرارها على ذلك، والمظاهرات العنيفة التي قامت في القاهرة والبحيرة والفيوم (وليتأمل القارئ كلام البابا شنودة لعبد اللطيف المناوي الذي يصطنع فيه تفرقة بين المظاهرات، التي يقوم بها المسلمون، والتجمعات الاحتجاجية التي يقوم بها الأقباط. ولمن شاء أن يسأل هل كان الاعتداء على رجال الشرطة، وجرح 55 منهم بينهم 5 ضباط، مجرد تجمع احتجاجي!!). كان ذلك التسليم هو بداية الاحتقان المستمر، حتى اليوم، بين الكنيسة من جانب وأهل الإسلام في مصر من جانب آخر.
• وهذا الاحتقان له سببه المشروع عند المسلمين. فذلك التسليم تم للمرة الأولى في تاريخ الإسلام (1444سنة)، لم يُسْبَقْ إليه شعب ولا دولة ولا حكومة. والقرآن الكريم ينهى عنه نهيًا قاطعًا {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن...} [الممتحنة:10].
• وقد طالب المسلمون، بألسنة مفكريهم وعلمائهم وأقلام كتابهم، بتصحيح هذه الأخطاء فلم يستمع إليهم أحد!! وأحدث هذا الإهمال لما يوجبه الدين تأثيره في جماهير المسلمين، وهو تأثير مستمر حتى اليوم، يزداد الشعور به كلما وقعت حادثة جديدة، أو أشيعت شائعة عن وقوعها، أو اتخذ موقف أو قيل كلام من جانب رجال الكنيسة يحرك حفيظة المسلمين.
فما يقوله البابا شنودة عن أن أصل المسألة هو موضوع كاميليا شحاتة كلام غير صحيح. إن أصل المسألة هو انتهاز الكنيسة فرصة ضعف الدولة بإزائها، وتغولها على النطاق المحفوظ بغير جدال لسلطاتها الرسمية، واتخاذها محابس لمن لا ترضى عنهم من الناس بغير سند من القانون، وبالمخالفة للدستور، مع سكوت الجهات المختصة في الدولة كافة على هذا السلوك العجيب. ويزداد الأمر شدة وصعوبة كلما ادعت الكنيسة على لسان قياداتها أن ما حدث، ويحدث، هو ممارسة لحقوقها وحماية لمن أسلمن ـ بزعم عودتهن عن هذا الإسلام ـ ممن قد يصيبهن بأذى!!
• لقد كان بيان هذا الأمر لازمًا لوضع الأمور في نصابها، ولتذكير الحَبر الجليل البابا شنودة الثالث بدور الكنيسة، تحت قيادته، في إحداث الاحتقانات المتتالية بين المسلمين وغير المسلمين. وقد كان آخر فصول هذا الدور هو تصريحات الأنبا بيشوي، ومن تبعه من الكهنة ذوي الرتب الكهنوتية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة عن مسألة (ضيافة) الأقباط للمسلمين، وعن مسألة (الجزية) ثم تصريحات الأنبا بيشوي ـ التي نفى البابا شنودة علمه بها ـ عن تفسير آيات القرآن الكريم بما يوافق العقيدة المسيحية كما يعتنقها الأنبا بيشوي، وحديثه عما إذا كانت بعض آيات القرآن قد أضيفت في زمن متأخر في عهد الخليفة عثمان بن عفان t.
* * * * *
• إن حياة المسلمين والمسيحيين على أرض مصر قدر لا فكاك منه لأحد الفريقين. والعمل من أجل تأكيد معاني العيش الواحد الذي يجمع بينهم في وطنهم الواحد، والتوعية بها، هو المخرج الوحيد من الفتن المتتالية التي نعاني منها منذ نحو أربعة عقود.
إن معنى العيش الواحد في الوطن الواحد أن يكون بين المختلفين، دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية، نوع احتمال لما لابد منه من الاختلاف بين الناس، ومعيار هذا الاحتمال الواجب أن ينزل كل طرف عن بعض حقه، الواجب له، رعاية لمرضاة أخيه في الوطن.
وفرق ما بين ذلك وما بين العيش المشترك الذي يضم المختلفين دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية ويعيشون في مناطق مختلفة من العالم، أن معيار التعامل في العيش المشترك هو الحقوق وحدها، تُطلب وتُؤدى على ما توجبه العقود أو الاتفاقات أو القوانين.
في العيش الواحد ليس بين الناس كرامات، وإنما بينهم أخوة وتعاون، ينزل هذا عن بعض ما يريد ويترك ذاك بعض ما يستحق، لأن الناس في العيش الواحد عائلة واحدة يحمل بعضها بعضًا، ويعين بعضها بعضًا، وينصر بعضها بعضًا. لكن في العيش المشترك يتقاسم الناس خيرات الأرض، وما خلق الله لهم فيها مما يسعهم جميعًا، فإذا زاحم أحدهم الآخر في حقه أو ملكه أو سيادته لم يقبل ذلك منه.
في العيش الواحد علاقات مودة وأخوة مصدرها قول الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} [الممتحنة:8].
وفي العيش المشترك واجبات تؤدى وحقوق تُستأدى معيارها قول الله تبارك وتعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} [البقرة:29]، وقوله تعالى: {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الجاثية: 12-13].
* * * * *
• والذي ندعو إليه إخواننا المسلمين والأقباط جميعًا هو إدراك هذه الحقيقة الأزلية: أننا للعيش على أرض هذا الوطن الواحد خلقنا.
• وأن أحدًا منا لن يستطيع أن ينفي الآخر مهما كان له من القوة، أو ظن بنفسه من البأس، أو استشعر من مناصريه التصميم على ما يحرضونه عليه، أو يدفعونه إليه، أو يستحسنونه من قوله وفعله.
• والدين الحق حائل بين صاحبه وبين العدوان على غيره.
• والإمساك عن العدوان باللسان واجب كالإمساك عن العدوان بالسنان.
• والعود إلى داعي العقل أحمد.
• والعمل بموجب الرشد أسَدُّ.
• ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بعهده فله الحسنيان، في الأولى والآخرة.
والله من وراء القصد.

الخميس، 23 سبتمبر 2010

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها...!!!

أحبائى...
يعلم الله تعالى كم هو متعب للنفس الجدل حول حقائق وعقائد ثابتة وراسخة تزول الجبال الرواسى الشامخات ولا تزول حتى ذرة رماد عنها أو يشكك فى حرف فيها غير أن الكافرين دوما بنعمة الله يجحدون।،والجاهلون منها وبها ينكرون ويضلون ولذا تتوه وتضل عنهم الحكمة فيثرون القلاقل ويرددون الترهات والأباطيل إبتغاء الفتنة ،ولهذا أعمد اليوم لوضع ما سبق للمصرى اليوم حجبه ومنعه من تعليقات لى على تصريحات وأقوال الأنبا بيشوى والقمص بطرس بطرس جاءت على صفحاتها إبراءا لذمتى ودرءا لمفسدة فى الحوار وإعلاءا لشأن الحوار والمناقشة ومن قبل وبعد إعلاءا لحقائق ومفاهيم ديننا وكتابنا الذى لاريب فيه هدى للمتقين...!!!
تعليق حاولت وضعه دون جدوى..على مقالة القمص على هذا الرابط
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=270570&IssueID=1901
فرق ما بين الإستشهاد المسيحى والإستشهاد المسلم..!!!
فى هذا النشر لست أعمد إلى المقاربة أو حتى عقد المقارنة بين مفهوم ومعنى الإستشهاد عند المسيحية وفى الإسلام بقدر ما أعمد إلى توضيح وتأريخ لحقيقة ومفهوم الشهادة فى سبيل الله .،
بدأ الاستشهاد المسيحي برفض الانصياع إلى القيصر الرومانى الوثنى فيما يخص الموضوع الديني، حيث تكون النتيجة هي الموت العنيف من طرف السلطة. ومع ذلك يكون الرضا من المستشهد ، وكما هو الحال في كل موقف مؤدي إلى الموت، يطرح سؤال المرور إلى النهاية. فليس الموت بتاتا نتيجة مباشرة أو غير مباشرة للخرق السلطوى للكنيسة مدنيا أو وثنيا أو حتى بأمر أى دين آخر.، غير أنه أصبح غاية في حد ذاته عند المسيحيين فى عهد الحقبة الرومانية وامتد هذا الفهم وأصبح شريعة وأصل فى العقيدة وتحول إلى أمل في الإختفاء ليكون شاهدا على هذه الخروقات . ، ليس فقط ليشهد على رفض دين غير أصيل بل رفض أى تدخل فى أمور الكنيسة .،و السمة الأخرى للاستشهاد المسيحي فى هذه الفترة تتعلق بإمكانية ولوج النساء إليه. وإن كن يشكلن أقلية، لكن لا تنقصهن الجسارة لمعارضة مشروعية الآلهة الوثنية أو السلطة المدنية إذ تعمد إلى خروقات أحكام الكنيسة وتعليماتها الأبوية والإنجيلية على حد سواء .، وقد اتخذ من هذا الإستشهاد وسيلة وبابا للتبشير حيث دلل به على قوة الإعتقاد وصحة العقيدة عند المسيحية وقد أعطت المحاكمات الجماعية بدورها صدى كبيرا لهذه الأفعال الاستشهادية وكان هذا فى عهد حاكم روماني خلال القرن الثالث،حالة( Pamphile ) الذى كان أب كنيسة بفلسطين، وفي فبراير 310، استشهد مع إحدى عشر آخرين من مرافقيه حسب (Eusèbe)، جاعلين بالتالي هكذا من رقم 12 رقما مقدسا، رقم القديسين، حسب المسيحيين. لقد قضوا سنتين من السجن وقد اختاروا الموت برفقة مسيحيين مصريين. وهذا ما نجده كذلك لدى الشهداء من الشيعة الإيرانيين .،حتى تحول المعنى المسجل إذن وبشكل ما في الاستشهاد من الموت الممكن فى حال الدفاع والزود عن العقيدة والنفس واللا مرغوب فيه لذاته لصالح نموذج مثالي ديني، إلى موت مرغوب فيه لذاته بهدف تحقيق مقام عظيم في الجنة. ويكون التبرير المقدم هنا هو تقريبا دائما تفاهة هذا العالم، عدم ثباته، عدم رغبة المكوث فيه والتطلع إلى مغادرته للالتحاق بالسعداء في مكان آخر. جنة الذين اختارهم الله. إن ما كان في البداية، معارضة لمشروعية الشرك الروماني من طرف المسيحي أو لنظام سياسي مضاد للدين كما الاستشهاد الشيعي الثوري بإيران قد تحول إلى بحث عن الانتحار بواسطة فاعل خارجي.، مثل السلطة الرومانية لدى المسيحي، الجيش العراقي أو الحاكم السنى لدى الإيراني الشيعى.، ((من كتاب : شهداء الله الجدد لفرهاد خوسغوخافر)) وهذا ما نجده فى كلام الأنبا بيشوى سابقا .، وفى كلام القمص بطرس بطرس فى رده على الدكتور العوا على صفحات المصرى اليوم .، حيث نجد أن مفهوم الإستشهاد تحول من معنى قائم على حد محاربة الأعداء والدفاع عن الدين والأوطان والنفس إلى شهوة فى الموت قاتلة داعية إلى الإنتحار و الإنتحاب .، وهذا ما يتنافى ومفهوم الإستشهاد لدينا كمسلمين حيث أن إن الجهاد والعزة قرينان، كما أن ترك الجهاد وذل الأمة بتكالب الأعداء عليها ونهبهم لخيراتها قرينان، وإنما سُلط الذل على الأمة عقوبة من الله تعالى، لا لأن الكفار أقوى من المسلمين في العدد والعدة ولكن لركون المسلمين إلى الدنيا وانغماسهم في المحرمات كالربا والإباحية والفجور وتركهم للواجبات كالدعوة إلى الله أولا بالحسنى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).، وكالجهاد في سبيل الله إذا فرض علينا (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)(قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)( وأعدوا لهم ما ستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم)...ولتتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)).تجد أن هذا الحديث يصور واقع الأمة المرير، لتركها لرسالتها وانشغالها بالدنيا وارتكابها للمحرمات، فكانت النتيجة العقوبة من الله تعالى بتسليط الذل عليها الذي لا ينزعه الله تعالى ويرفعه إلا بعودة الأمة إلى دينها وشريعة ربها التي لا صلاح لها ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا بهذا الدين العظيم الذي من عظمته وكمال أحكامه أن شرع الله فيه الجهاد بمعنييه وقسميه جهاد الأعداء وجهاد النفس الأصغر والأكبر!!!!لمنع الفساد في الأرض.ولهذا نبه الله تعالى إلى هذا الفضل بقوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات يذكر فيها اسم الله كثيراً}. وقال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.وهنا يتضح أن حب الموت ليس شهوة بل فريضة وكتاب من الله !!!ثم إن الضعف وترك الجهاد مطمعة للأعداء في خيرات الأمة وأراضيها، فعندما سرى الوهن في قلوب كثير من المسلمين فأحبوا الدنيا وكرهوا القتال دفاعا عن الدين والأرض والعرض!!!!تكالب عليهم الأعداء من كل صوب يأخذون خيراتهم وديارهم ويسومونهم سوء العذاب.وانظروا لفلسطين والعراق وكل بلدان المسلمين التى تحتل وتغتصب!!!كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)) قيل: يا رسول الله أمن قلة يومئد؟ قال: ((لا.. ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب أعدائكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت)).وفي رواية: قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حبكم للدنيا وكراهيتكم للقتال)).وفي هذا الحديث وسابقه أن الوهن الذي ألقي في القلوب هو عقوبة من الله تعالى لميل الأمة إلى الدنيا وتخليها عن حمل الرسالة والجهاد في سبيل الله لا لأن الكفار سبقوها بالعدة والعدد. إن الأمة الإسلامية تملك مقومات النصر، وعندها أسبابه ولكنها لم تعمل بها ولم تقم بها حق القيام، فالنصر لا يُنال إلا من عند الله، فقد قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}، وقال تعالى: {وما النصر إلا من عند الله}. والله تعالى وعدنا بالنصر إذا قمنا بأسباب النصر حق القيام ؛ فنصرنا دين الله تعالى وحكمنا شرعه في أنفسنا وأهلينا وفي جميع شؤون حياتنا، قال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، وقال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم..}.فإذا أقمنا شرع الله فينا كما أمر الله تعالى وكما عاش به الصحابة والخلفاء الراشدون فى دولة مدنية التعامل،و دينية الأخلاق
،سامية الأهداف والغايات منضبطة الوسائل حينئذ يتحقق لنا ما وعدنا ربنا تبارك وتعالى من النصر والتمكين.قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}. بقى القول أن مفهوم الشهادة فى سبيل الله وحب الموت لهذا الغرض النبيل الذى يستتبعه كل فعل للخير وموت الإنسان فى سبيله ورغم أنفه دون ذنب أوجريرة اللهم إلا نصرة الحق والدفاع عن المظلومين ...مطلب عادل وغاية سامية أيضايطلبها كل مؤمن بالله فى كل الديانات وصدق الله العظيم إذ يقول(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148))سورة آلعمران .، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وتعليقا على الخبر الذى ورد فى المصرى اليوم على هذا الرابط
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=270706&IssueID=1902
كان منى هذا التعليق الذى لم ينشر أيضا..
ولا ألف ألف ألف بيشوى يستطيع أن يشكك فى حرف ورد بالقرآن الكريم ...ولكن...!!!
ماذا يقصد هذا الأنبا من وراء كلامه وتصريحاته التى ينبرى لها البعض شرحا وإفهاما لها بغير السياق والمفردات التى ترد به على خلاف الواقع والمسموع منه ؟؟؟ ولمن يدعى الحرص على مفهوم المواطنة عليه أن يدرك جيدا أن
ثمة فروق شاسعة ما بين تكفير الآخر...وحقوق المواطنة!!!!
فالتكفير لكل من لايشهد أن لاإلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ।، سواءا كان من أهل الكتب السماوية أو الديانات الأرضية ليس فكرا مذهبيا ولا أيدلوجية سلفية بل هو صحيح عقيدة وأمر من الله قبل رسوله صلى الله عليه وسلم جاء فى أيات محكمات قطعية الدلالة وقطعية الثبوت لا لبس فيها ولا إجتهاد (يابنى إسرائيل آمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولاتكونوا أول كـــــــــــافر به) (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم).، ولو عددت الأيات لما وسعها مقال محدود كهذا بعدد من الكلمات .، غير أننى أكتفى معكم بما يلى وهو منطوق سورة الكافرون(قل يا أيها الكــــــافرون *لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد*ولا أنا عابد ماعبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد*لكم دينكم ولى دين )وفى هذا ما يفيد أن كل متعبد بدين غير دين محمد صلى الله عليه وسلم هو كافر كفر عقيدة وكفر جحود وإنكار وكل كفر يمكن أن يدل عليه المعنى اللغوى والإصطلاحى للكلمة والكفر درجات ॥،كما أن الإيمان هو الآخر درجات فلا يكون كل مدع الإيمان صادقا فى إدعائه أو حتى كاملا متما لدرجاته ،كمالا يكون كل مؤمن بدين سماوى مؤمن بحق بالله مالم يؤمن بالله ،وملائكته، وكتبه ،ورسله لايفرق بين أحد من رسله ،وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.، أما عن حقوق المواطنة وحق التعايش السلمى بين مواطنى أى دولة مسلمة فذاك جزء من عقيدة المسلم المثبتة أيضا قرآنا وسنة (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليه) فتجد البر والإقساط الذى حدده المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله"لهم مالنا وعليهم ماعلينا".، أما مسألة تولى الرئاسة والولاية فذاك حديث آخر ..حيث وأننا فى أيامنا النحسات هذه ونحن جميعا ذكورا وإناثا ومسلمين ومسيحيين ..لا نرجوا ولا نأمل خيرا فى تداول السلطة فى ظل هذا الإستبداد والفساد من النظام والحزب الحاكم ..فلنحرر الأمل ونحقق الرجاء ،ويكون التداول متاحا، والحق مسموحا به ثم بعد ذلك يكون الحال عن حق المرأة وحق القبطى فى تولى الأمر له مجالا للحديث والإجتهاد وتغليب المصلحة ليتولى الأمر أهل العلم والخبرة والمعرفة والدراية بأغلبية الصنـــــــــــــاديق، وليس أهل الحظوة والبلطجة والكوته والكوسة بأغلبية الممـــــــــاليك .، نا هينا عن أمر لست أدرى كيف يجهله ويتجاهله الكثيرون ..هل فى أى دولة من الدول الديموقراطية التى يتفاخر بها وذات أغلبية مسيحية أو يهودية يحق لمسلم أن يتولى رئاستها ، بل هل له حتى الحق فى أن يتولى رئاسة مقاطعة أو ولاية ومحافظة؟؟
شىء من العقل وشىء من العدل ياسادة!!!
وتبقى كلمة أهمس بها فى أذن الأنبا بيشوى ومن يسير على هداه الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ولعلك أدعى الناس لتعمل بنصيحتك لهم ((ففتش فى دينك ومعتقدك وكتابك وراجع كما تشاء ولكن ابتعد عن القرآن الكريم ذلك الكتاب الذى لاريب فيه هدى للمتقين والذى تكفل رب العالمين بحفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)صدق الله العظيم))!!!!
*****

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

رسالة إلى قادتنا ومفاوضينا....!!!!


لا تصالحْ.،
وفاوض كما تشاء!!!

رسالة إلى محمود عباس ورفاقه من الداعمين له والضاغطين عليه .، والآملين خيرا فى رحلة المفاوضات المباشرة الجديدة التى تنطلق اليوم فى ثانى جولاتها من أرض شرم الشيخ.!
أما بعد..
فإنى أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين ، غير أنى أؤمن بأننا كمسلمين وعرب وخاصة أهل فلسطين أصحاب حق مبين ساطع بنوره مثل الشمس لاينكره إلا جاحد أو صاحب مرض وهوى فى النفس وغرض خبيث.،
فلسنا مدينون للغرب بشىء حتى ندفع نيابة عنه ثمن إضطهاد وقمع وقتل وحرق مذعوم فى هولوكوست نازى أودى بحياة اليهود فى محارقه وعلى أرضه .، وإن كان لليهود حق يزعموه وثمن يريدونه فليأخذوه ممن أعمل فيهم القتل والحرق والتشريد ، ولتقام دولتهم على أنقاض وتراب المحارق التى أقيمت لهم حيث هى بدولة النازية .،
وليست أوطاننا وأراضينا إقطاعيات تابعة لدول الغرب يعطون منها مايشاؤن لمن لايستحقون ، ويجلبون فيها من يشاؤن ليعيشوا فيها رغما عنا ويطالبونا بالتعايش معهم بل والإستسلام طواعية وكرها لهم.،
ولسنا مستعمرين وخاضعين خانعين لقوى شر إمبريالية إستعمارية حتى تفعل بنا ما تريد وتشاء وتهوى نفوسها لتذلنا وتقهرنا ، أو حتى تفرّق بيننا لتسودنا وتسوسنا وفق ما تريد وتهوى فتبيع وتشترى فينا بل تأمرنا فنطيع ونذل ونخزى .،
وليست دماؤنا رخيصة ولا أعراضنا وأراضينا ومقدساتنا مستباحة حتى تعربد فيها فتستحلّها وتسرقها منا ماشية اليهود متمثلة فى صهيونية أمريكية داعرة فاجرة .،
ولسنا قطيع ماشية تسوقنا الأنظمة والحكومات الفاسدة والمستبدة والمترهلة والذليلة الخاضعة لضغوطات دولية وتنكر أعينها المريضة ضوء الشمس الساطع بحقنا المبين فى كل أرض فلسطين وليس فقط حتى حدود 48 أو 67 .،
ولكل من يصعب عليهم حال شتات اليهود فليقيموا لهم دولتهم حيث طردوا وشرّدوا وقتلوا وحرّقوا ولتكن عاصمتها برلين وليست القدس الشريف .
وأما عن حالنا ومعاركنا فليست خلافا مذهبيا أو عنصرية عرقية وأقليات بين أبناء وطن واحد تحلها مفاوضات وحورات مباشرة أو غير مباشرة .،
ولسنا فى حل لينازعنا فى حقنا فيها دعى أو موتور جاهل يزعم أن تلك المشكلة وهذه القضية أولى بها أن تحل على مائدة مفاوضات وبحوارات "حبة عليهم وحبة علينا" وآهو كله عند العرب سلام .،
كما أن مثال جنوب أفريقيا ومانديلا وكليرك لا يصلح أبدا ليكون قدوة ومثالا يحتذى فى الحل .، ولكن مثالنا وقدوتنا وحالنا فيها يجب أن يكون حال صلاح الدين الأيوبى وريتشارد قلب الأسد فتخلص الأرض تامة غير منقوصة ،وحكمها كاملا غير مجزأ لنا ، ويعيش فيها معنا من نشاء وفق ما نريد ونهوى حسب ما يأمرنا به ديننا "لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولهم دينهم ولنا ديننا "!
وعلى هذا ووفق ما سبق أراسلكم بما سبق وكتبته بعد انقضاء مؤتمر وانفضاض مولد سيدى أنا بوليس وبعد إعلان بوش الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين وبعد إعلان نائب وزير الدفاع الإسرائيلى وضع الفلسطينيين فى المحرقة هولوكوست صهيونى عنصرى.،
فقد حاولت أن أجد وأجرى توصيفا لما حدث من أمثالنا الشعبية وحقيقة لم أجد صعوبة فى ذلك حيث طرأ على ذهنى مثل(ياويلكم بعد أبوكم حمّاد)
وهو مثل فى صورة حكاية تحكى أن أهل قرية من قرانا كانوا يعيشون فى اتكال وتواكل على شخص يدعى -- حمّاد وهو كان يمثل للجميع الأب كبيرا وصغيرا...وحدث ذات يوم وفى منزل أحدهم وضع الجمل رأسه فى الزير ليشرب(الزير اناء فخار يوضع فيه الماء)فاحتارأهل المنزل بعد أن انحشرت رأس الجمل داخل الزير....هل يكسرون الزير أم يذبحون الجمل ولكن نظرا لاتكالهم على أبوهم حمّاد فى كل شىء ارتأوا ضرورة احضاره والعمل بمشورته . وكان هذا الرجل لايحضر الا راكبا فوق بغلته ولاينزل من عليها مطلقا وكان مدخل المنزل لايسع دخوله وهو راكب فأمرهم أن يهدموا المدخل وبعد أن فعلوا دخل ونظر الى الوضع وهرش فى رأسه ثم أمرهم أن يذبحوا الجمل وسكت برهة ثم أمرهم أن يكسروا الزير ليخرجوا رأس الجمل.، ثم نظر اليهم وهويزهو بنفسه وقال يا ويلكم بعد أبوكم حمّاد..ورأيت أن هذا الوضع ينطبق على أبونا بوش وحال العرب الذين ذهبوا الى مؤتمر أنا بوليس والنتيجة التى أسفر عنها المؤتمر والحال الذى نعيش فيه الآن بعد هدم سقف القومية والهوية العربية والإسلامية...وبعدكسر وعاء الشرف والعزة والكرامة ...وبعد ذبح جمل المقاومة..!!
عمدت إلى أن أسوق للمفاوضين منا درسا من السيرة لعلّ وعسى يتدبروا أمرهم ويراعوا شعوبهم ويدركوا الحقيقة الغائبة والمسكوت عنه..
هذا المسكوت عنه ليس بدعة أواختلاق وإنما درس مستفاد"للمفاوضين "من ذكرى غزوة الأحزاب التى تمر ذكراها فى شهر شوال .، تلك الغزوة التى إجتمع فيهاأهل الشرك بتحريض من اليهودعلى المسلمين الأوائل وحفرالمسلمين خندقا حول المدينة بمشورة "سلمان الفارسى" ولم يتبقى غير الجهة التى يوجد بها يهودبنى قريظة وكان بينهم وبين المسلمين عهدواتفاق مفاده أن لايحاربوامع المسلمين ولاضدهم نظير أن ينعموا بحقوق المواطنة غير أن اليهود الذين قدموا مع المشركين تحايلوا وألحوا على بنى قريظة حتى ينقضوا عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم واقتربت خطتهم من النجاح وقد فطن الرسول لذلك وأحث بالخطر..لأنه لوحدث ذلك لوقع المسلمين بين شقى الرحى وحوصروا بين الخندق والأحزاب من جهة واليهودوأعوانهم من جهة أخرى .،
لذلك كان لابد من عقد مفاواضات وتقديم اغراءات وتنازلات جديدة فذهب الرسول ليفاوضهم وبالفعل نجح فى عقداتفاق جديد وبلغة العصرومفاهيم المفاوضين فى عصروزمان يعدأحسن اتفاق .ولكن الرسول نظرالأنه مشرع ويعرف الحقوق جيدا أجّل توقيع الإتفاق حتى يعرضه على الأمة ومن يمثلهم خاصة وأنهم هم المعنيون بهذا الإتفاق.فبعد أن كتبت الوثائق أخذها ليعرضها على أهل المدينة خاصة والمسلمين عامة مراعاة للحق الخاص والرأى العام وعندما عرض الأمرسكت "الجميع ولم يتحدث إلا السعدين "سعدبن معاذ" و" سعدبن عبادة.".. زعماء المدينة وكان حديثهما لسبب واحد وهو أن الإتفاق يخص تمرالمدينة حيث أن الرسول اتفق مع بنى قريظة على أن يحفظوا حدودهم ولايسمحوا لأحدبالمروروفى مقابل الحصول على ثلث تمر المدينة...فسأل السعدين الرسول صلى الله عليه وسلم أهذاأمرأمرك الله به فيجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا ولانناقشه؟؟؟
أم أمرأحببته فنصنعه لك بحبناإياك؟؟؟
أم أمرتصنعه لنا؟؟؟؟
فقال الرسول بل أمر أصنعه لكم !!
فقالا والله أبدا هذا لن يكون...!!!
أفاحين كنا أصحاب عقيدة فاسدة نعبدالأصنام وهم كانوا أهل عقيدةسماوية كانوا لايجرأون على الطمع فى تمرنا إلا قراءا(أى ضيوفا)أوشراءا وأجرة ... ،وحين أعزنا الله بالإسلام يحصلون عليه هكذا !!؟؟
ونزل الرسول على رأيهما والصحابة كذلك...ثم كانت النهاية التي نعرفها جميعا أن أعزّالله جنده ونصر عباده وهزم الأحزاب وحده...!!!
وشاهدنا الذى قلنا كل هذا من أجله واضح وجلى ولكننا لانتعظ ونعتبر(فاعتبرواياأولي الأبصار)..الأمة ثم الأمة (رأى الشعوب العربية والإسلامية وخاصة رأى أهل فلسطين وغزة)..!!
والشعوب قالت كلمتها لاتصالح ولاتفاوض وقد... نطق فى القدس من قبل الحجر.... لامؤتمر لامؤتمر... أنا لاأريد غير عمر..
وهاهم أهل غزة رغم الحصار والدمار والهولوكوست الصهيونى الذى يحرقون فيه إختاروا المقاومة...فهلا تنزلون على رأيى الأمة؟؟؟
وليفاوض كل منكم كما يشاء ولكن..لا تصالح !!!
لا تصالح!
أمل دنقل - مصر
(1)
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيكَثم أثبت جوهرتين مكانهما॥هل ترى॥؟
هي أشياء لا تشترى॥:ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..وكأنكماما تزالان طفلين!تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:أنَّ سيفانِ سيفَكَ..صوتانِ صوت
كَأنك إن متَّ:للبيت ربٌّوللطفل أبْهل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء॥تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟إنها الحربُ!قد تثقل القلبَ..لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم।حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس ॥
أكل الرؤوس سواءٌ؟أقلب الغريب كقلب أخيك؟!أعيناه عينا أخيك؟!وهل تتساوى يدٌ॥ سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟سيقولون:جئناك كي تحقن الدم॥جئناك। كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:ها نحن أبناء عم।قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراءإلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،وأخًا،وأبًا،ومَلِك!
(3)
لا تصالح ॥ولو حرمتك الرقادصرخاتُ الندامةوتذكَّر॥ (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)أن بنتَ أخيك "اليمامة"زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-بثياب الحدادكنتُ، إن عدتُ:تعدو على دَرَجِ القصر،تمسك ساقيَّ عند نزولي..فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-فوق ظهر الجوادها هي الآن.. صامتةٌحرمتها يدُ الغدر:من كلمات أبيها،ارتداءِ الثياب الجديدةِمن أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!من أبٍ يتبسَّم في عرسها..وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،لينالوا الهدايا..ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)ويشدُّوا العمامة..لا تصالح!فما ذنب تلك اليمامةلترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارةكيف تخطو على جثة ابن أبيكَ॥؟وكيف تصير المليكَ॥على أوجهِ البهجة المستعارة؟كيف تنظر في يد من صافحوك..فلا تبصر الدم..في كل كف؟إن سهمًا أتاني من الخلف..سوف يجيئك من ألف خلففالدم -الآن- صار وسامًا وشارةلا تصالح،ولو توَّجوك بتاج الإمارةإن عرشَك: سيفٌوسيفك: زيفٌإذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف !
(5)
لا تصالحولو قال من مال عند الصدامْ"॥ ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."عندما يملأ الحق قلبك:تندلع النار إن تتنفَّسْولسانُ الخيانة يخرسلا تصالحولو قيل ما قيل من كلمات السلامكيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟كيف تنظر في عيني امرأة..أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟كيف تصبح فارسها في الغرام؟كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام-كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلاموهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟لا تصالحولا تقتسم مع من قتلوك الطعاموارْوِ قلبك بالدم..واروِ التراب المقدَّس..واروِ أسلافَكَ الراقدين..إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح ولو ناشدتك القبيلةباسم حزن "الجليلة"أن تسوق الدهاءَوتُبدي -لمن قصدوك- القبول سيقولون:ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ -الآن- ما تستطيع:قليلاً من الحق॥في هذه السنوات القليلةإنه ليس ثأرك وحدك،لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا॥سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،يوقد النار شاملةً،يطلب الثأرَ،يستولد الحقَّ،من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلةإنه الثأرُتبهتُ شعلته في الضلوع..إذا ما توالت عليها الفصول..ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ॥كنت أغفر لو أنني متُّ॥ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ।لم أكن غازيًا،لم أكن أتسلل قرب مضاربهمأو أحوم وراء التخوملم أمد يدًا لثمار الكرومأرض بستانِهم لم أطألم يصح قاتلي بي: "انتبه"!كان يمشي معي॥ثم صافحني॥ثم سار قليلاًولكنه في الغصون اختبأ!فجأةً:ثقبتني قشعريرة بين ضعلين॥واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديّ فرأيتُ: ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم لم يكن في يدي حربةٌأو سلاح قديم،لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ .!
(8)
لا تصالحُ॥إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:النجوم॥ لميقاتهاوالطيور.. لأصواتهاوالرمال.. لذراتهاوالقتيل لطفلته الناظرةكل شيء تحطم في لحظة عابرة:الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرةكلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرةوالذي اغتالني: ليس ربًا॥ليقتلني بمشيئتهليس أنبل مني॥ ليقتلني بسكينتهليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرةلا تصالحْفما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. (في شرف القلب)لا تُنتقَص والذي اغتالني مَحضُ لص سرق الأرض من بين عينيّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْأنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْوسواك.. المسوخْ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
وفاوض كما تشاء!!!
*****

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

رمضان السنة دى



أصدقائى:السلام عليكم
أعلم أن القهوة مغلقة ولكن هذا خارج ارادتى ولظروف دراسة مكتظة خارجة عن ارادتى(ومزنوقة فى دعوتين لله ياولاد الحلال) لكن هذا لايمنع أننى فى كل يوم غبت فيه عن القهوة كانت تراودنى فناجين عدة فى كل يوم .... وأهم فنجان كان سادة بن تقيل (قهوة مقيحة) كان للسيد بطرس غالى والضرايب
لكن بما اننا فى شهر كريم مبارك بقى فربنا بيسامح وبيغفر المهم نعرف طريق المغفرة

لكن رمضان السنة دى جاى تقيل(ماديا)على كل المصريين .... وهتكلم عن الألقاليم والأسعار عندنا أقل بكتير من القاهرة وعلى سبيل المثال

متعرفش تخرج بعشرة جنيه وترجع بـ 5 كيلة عنب تحلى بيهم بعد الفطار .... لأن كيلو العنب وصل 6 جنيه .. وانت بكتيره يادوب تشترى كيلو ونص
كيلو اللحمة وصل 55 جنيه ... وبما انى موظفة درجة تالته ياحسرة فمرتبى لا يتعدى 400 جنيه يعنى هاكل بإيه بقى وأشرب بإيه وأسكن بإيه وألبس بإيه ... خلاص بقى يعنى جت على اللحمة مشيها خضار مسلوق

لست هنا لإستعراض أسعار رفاهية .... عمالة أقول لحمة وفواكهه .. أصلا الشعب بتاعنا مش بتاع كده

الشعب المصرى ده طيب قوى وبيرضى بقليله .. يعنى كوباية شاى يحبس بيها بعد الأكل أحسن عنده من التحلية .. ودى مبتكلفش كتير يعنى .. دول معلقة شاى وكوباية مية ومعلقتين -بكتيييره- سكر
سعر السكر وصل كام فى التموين النهاردة؟؟ ياعالم يا مفترية
يهنى حتى أقل تحلية ممكن للمواطن بيحرموه منها

وفى الآخر يطلع علينا السيد وزير المالية ليقول الشعب المصرى من أغنى الشعوب ... احنا بس ضغطنا عليهم شوية طلعنا منهم 20 مليار جنيه فائض عن ما كان متوقع تحقيقه من الضرائب فى العام الماضى 2009/2010

كنت مرة قريت كاريكاتير لوزير المالية ورئيس الجمهورية وهو يقول له لقد تحصلت على زكيبتين فلوس دهب من الشعب حوالى 80 مليون ياريس
يرد الريس ويقول:يابن الأروبة وعرفت تطلعهم ازاى دول.... عصرنا جيوب الشعب

والله شكلهم هيعصرونا فى الآخر