
أحبائى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
كنت قدإنتويت ترك المقالة الأخيرة دون نشر عليها لفترة من الوقت حتى يتسنى قراءتها بتروى غير أن مقالة الأستاذ/أسامه غريب ..اليوم بجريدة المصرى اليوم "عن النفسنةأتكلم"أثارت حفيظيتى ولمست وترا أعانى منه وهو آفتنا نخب وعامة المتمثلة فى الأنانية والإصرار على الإستنساخ..فكتبت هذا التعليق......
النخبة تتجرع كأس الأنانية والتشرزم!!!!
النخبة أو الصفوة كما يحلو للبعض تسميتها ليست جمعية أهليةأومؤسسة حكومية أونقابة مهنية يمكن الإنضمام إليها بطلب أودفع إشتراك غير التميز بمميزات الفئةالتى يهوى الإنسان منا ويتمنى أن يكون واحدا منها...فكريةوسياسية ومالية وفنية وأدبية وثقافية ومعرفية....وأحياناقدتكون هذه النخبة هامشية وسلبية وأنانية ولاتؤثر فى العامة وساعتها تكون الخسارة محدودة ولاترتبط بتخلف أورجعيةإذا إلتزمت الصمت والإنطواء......ولكن طامتناالكبرى وخيبتناالقوية أن النخب فى وقتنا هذا آثرت الإشتراك فى معركة الحرية وتفعيل المشاركة السياسية ورسم الصورة الإيجابية للناس وهى تتجرع كأس الأنانية والتشرزم فى صورة فجة للإنفصام فى الشخصية وإدعاء ملكية المعرفة والحق والقدرة على تمييز الغث والجيددون إعطاء مساحةللخطأ أو البعد عن الصواب وجادة الطريق لأنهم يظنون أنفسهم ويدعون أنهم قيمون على الناس الجهلاء والبسطاء من وجهة نظرهم...والأنكى والغريب أنهم فيما بينهم يتعاملون بذات المنطق ونفس المنهج!!بمعنى أنهم يتطاولون على بعضهم ويختلفون فيمابينهم ويشككون فى رأى بعضهم مما أوقعنا فى حيرة من أمرنا من نصدق وأين الصواب والحق؟؟؟؟والعجيب أن نجدهم مختلفين فى نقدهم للواقع ومعارضتهم لما يرونه خطأبل وفى تأييدهم لمايرونه صوابا!!والداعى للمفارقة والإندهاش أنهم يختلفون حول وقائع تاريخيةمحددة وأعمال مادية مشاهدة وملموسة فى سفسطائية وجدليةكلامية لاتسمن ولاتغنى من جوع للمعرفة والثقافة.....كما أنهم يسبقون إلى تفسير غيب ونبؤات لرؤيةمستقبلية قدتكون أو لاتكون وتلك هى المشكلة لأنهم بذلك يحجرون على آراء قدتكون خطأمن وجهة نظرهم ولكن ذلك لايعنى أنها قد لاتكون صوابا ومفيدا من حيث الواقع ورؤية الناس!!!ولكى لايكون الكلام عاما وغير مفهوم أدعوكم لقراءة الواقع وإختلاف النخب الفكرية والسياسية والمالية والفنية والثقافية والأدبية حول تفسيره وشرحه وتبريره بل وحول نقده ومعارضته ورفضه وإنقسامهم على أنفسهم فى ذلك دون منهجية أورؤية واضحة مما يدعون إلى أن نجد من بينهم من يؤيد ويبررتارة ويرفض ويعارض تارة أخرى لذات الموضوع معتمدا على جهل الناس أو عدم قرائتهم أوعدم فهمهم لما يقرأون ويظن بذلك أنه ملك متوج من قبل كونه ينسب إلى النخبة متمثلا منطق فرعون(ماأوريكم إلا ما أرى وماأهديكم إلا سبيل الرشاد)..حقيقة لاننكر علما علموه ومعرفة عرفوها وثقافةوخبرة إكتسبوها ولكن ننكر عليهم جهالة العلماء وغرورهم الزائدوإنقسامهم على أنفسهم بل وردتهم على ذاتهم مما جعلنا فى حيرو وتشكك لكل قول سواءحق وصواب أم ظلم وخطأ فى الماضى أو الحاضر أوكان رؤية مستقبلية .. يقينا أنهم أمل الأمة وحملة راية العلم والثقافةوالتقدم والإصلاح فى كل مجالات الحياة ولكنى أدعوهم إلى كلمة سواء أن نتعاون جميعا فيما إتفقناعليه ويعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه ونراعى الصالح العام والمكاسب الجماعية وأن نعمل العقل فى إثارة نقاط الخلاف ونكون موضوعيين فى النقد جادين فى الإصلاح حتى لاتحدث الفوضى وتتحكم البلطجة والأهواء ويسودالإحتكارجميع مجالات حياتناإقصاديا وسياسيا وإجتماعيا وفكريا وأدبيا وفنيا وثقافيا....الخ...وأدعوهم إتاحة الفرصة وقبول الآخروالتطبيع مع أهلينا وذويناوإستمالة عقولهم وقلوبهم وكسب مشاعرهم قبل الدعوة إلى التطبيع مع الغرب وإستمالتهم لأن ذلك أولى والأقربون أهل للمعروف وأحق به....وأزعم أن النخب إذا تركت كأس الأناية من يدها وجمعت شتات أمرهاووحدت رأيها ستغنينا عن الثورة وتحقق لنا الرخاء والإستقرارلأنها ساعتها ستملك القوة ويسودالأمرأهل المعرفة والخبرة وليس أهل البلطجة والإحتكار..
الآفة الثانية الإصرارعلى الإستنساخ!!!!
الناظر لحا ل دعاة الإصلاح فى هذه الأيام يجدهم بلا إستثناء إلا من رحم ربك يصرون على الإستنساخ الفكرى والثقافى دون مراعاة لتفاوت العقول والثقافات والتوجهات الفكرية والمذهبية فى محاولة لخلق جيل يتشابه فى الفكر والعقيدة والتوجهات السياسية غير عابئين فى حكمة الله لخلق الناس مختلف ألوانها ومتفاوتة عقولها بل ومختلفة عقائدها (ولو شاء ربك لجمعهم على الهدى). ومن هنا نستطيع الفهم لعجز الدعاة على جميع الأصعدة دينيا وسياسيا واجتماعيا وفشلهم الزريع فى إحتواء العامة والنخبة قبلهم وإيصال مايبغون إليهم ويفهمونهم مايريدونه..ذلك أنهم يحرصون على إستنساخ بشر مثلهم يعتقدون مايعتقدون ويؤمنون بما يؤمنون به..بل الأنكى والغريب أن الجميع يلوك بلسانه جملة شعارات ويخوض حوارات ومجادلات وهو يتوشح بوشاح الحرية وقبول الآخر ويردد دوما أدب الحوار وثقافة الخلاف وهو أبعد ما يكون عن ذلك حيث أنه كما قلت يبغى أن يجمع الناس على قوله ويجعلهم يؤمنون به رغبة ورهبة...فى حين أن من سنة الله فى خلقه الإختلاف (سنة الله فى الذين خلو امن قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)(ولن تجدلسنة الله تحويلا).....وليس هذا وفقط بل محاولة الإستنساخ الفكرى والعقلى والمذهبى سياسيا ودينيا واجتماعيا مخالفة أيضا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج صحابته الكرام وهذا نتيجة طبيعية لفهم أن الفهم والفكر حلالا مادام لايخالف شرعا ويحل حلالا أو يحرم حلالا...والسنة النبوية المطهرة مليئة بنماذج وأحداث تبين سعة الإختلاف وقبول الآخر والتعايش معه مسلما كان أو غير مسلم ...المهم أن الثوابت فى العقيدة لاتمس ولاننكر معلوما من الدين بالضرورة وعلى هذا كان قول الإمام على كرّم الله وجهه عن القرآن أنه حمّال أوجه بما يعنى أنه يسع الناس جميعا طالما يقعوا تحت ظل أو جه الدلالة فى الآيات..وكان قول سيد الخلق "إنما أنا قاسم والله عزوجلّ معطى"أى يعطى الفهم لمن يشاء(ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا)...وبعد هذه الأدلة النقلية والشرعية يبقى لنا العقل البشرى الذى كرّم الله به الإنسان عن كل المخلوقات(ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البروالبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)..يبقى لنا فيه بعضا من حرية فى قبول لآراء الآخرين أورفضها ولكن دون تجريح أو إهانة وتسفيه أحلام وعقد مقارنات بينهم وبين من نكره أو نرفض رأيه وفكره مظنة الحياد عن الطريق المستقيم الذى نراه لسبب بسيط وهو حرية كل إنسان فيما يعتقد ولأنه قد يكون على صواب فنخسره وإلا نكون كفرعون حين قال لقومه(ما أوريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)وقدذم الله ذلك بقوله(فاستخف قومه فأطاعوه)..كما أننا بذلك نخالف ماننادى به ونسعى إليه....والشىء المؤسف أن هؤلاء الدعاة لايرون أنهم بذلك الفهم وإصرارهم على عملية الإستنساخ هذه أصبح كل منهم يعزف فى جزر منعزلة ويستخدم نغمات شاذة ولايشعر أنهم لم يتقدمو خطوة واحدة وأوقعوا العامة فى تيه وشطط بسبب تنازعهم ومحاولة إستقطابهم كل يريدهم مثله وشبيهه..والأمثلة على ذلك كثيرة بدأمن أقصى اليمين حيث الإفراط والإرهاب والتطرف وإنتهاءا بأقصى اليسار حيث التفريط والإنحلال والإنكسار....ونصيحتى للجميع هى قول الله(وتعاونوا على البروالتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)وقوله (فاتقواالله ماستطعتم واسمعوا وأطيعواخيرالأنفسكم)وقوله(ولوشاء ربك لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين).
....................................
د/محمدعبدالغنى حسن حجر
بسيون/غربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق