أحبائى॥
فى سباعية نقاشية طرح الدكتور /يوسف زيدان موضع الحسبة على الرؤى والأفكار والأفئدة من خلال تنقيب وبحث عبر التاريخ لمشاهير العلماء والشيوخ .،وكان ذلك على صفحات المصرى اليوم فى شهر مايو الماضى وعند نهاية السباعية بالحلقة الأخيرة التى تجدونها على هذا الرابط
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=256448
حاولت التعليق بهذا النشر الذى بين أيديكم اليوم ولكن للأسف لم ينشر ، فراسلت به الجريدة للنشر على صفحاتها الورقية ولكن طال الأمد .،ولهذا أعمد اليوم لتدوينه على نافذتى هذه...
ملحوظات قارىء على مقالات "الحسبة على الأفكار والأفئدة":-
أستاذى العزيز د/ يوسف زيدان ...بعد التحية الواجبة لك بما تستحقه وأنت له أهله .، لتسمح لى بهذا الرد فعلى مدار حلقات ست ...إستمتعت حقا بما كتبت فيها تحن عنوان "الحسبة على الأفكار والأفئدة، ورغم مرارة الألم فى العقل قبل الحلق من حال المحتسبة .، وإشفاقا على حال العلماء المجدين والمجتهدين .، ثم كانت الخاتمة فى الحلقة السابعة لتجعلنى أثور للرد عليك .، بملحوظاتى هذه وبعيدا عن شكوك لازمتنى وأزعم أنها لازمت البعض .، وهواجس فى أفكار ربما تجد فيما كتبت محض محاولة لكسب إنتصار شخصى أو إستخدام مساحة رأى لتبرير قول أو فعل منك والهجوم على منتقديك عبر قراءة فى التاريخ.، إلا أنه والحق يقال فبراعة المقال منك مع جودة الإستدلال وحجية الإسناد جعلت كثيرا من هذه الهواجس والأفكار تذهب بعيدا عن رأسى .، غير أنه بقيت لى ملحوظات أرجوا أن يتسع صدرك لها فتقبلها.، ويتسع صدر محررى الجريدة فينشرونها وهى فيما يلى :-
(1)وهذه ليست لك وحدك بل للجميع من مبدعين ومحتسبين وأيضا للقراء والعامة ...فرق شاسع بين الحسبة الفكرية والحسبة الشرعية ...إذ أن الأولى وهى ((الحسبة الفكرية)) منكرة ومذمومة مهما كان القائم بها أو المنادى عليها فهى تعنى بالأفكار والرؤى والأطروحات فى ظل إجتهادات قد يصيب صاحبها فيكون له أجران وقد يخطىء فيكون له أجر واحد غير أنه لايعاقب ولا يؤثّم ولا يجرّم اللهم إلا إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو حرّم حلالا بيّن أو حلل حرام بيّن، وهنا تكون الثانية (( الحسبة الشرعية)) وهى ما تعنى بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهى الحسبة المطلوبة والممدوحة بل المأمور بها فى ظل خيرية هذه الأمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).، وفى ظل أمر الله بها ولكن لفئة من الناس متخصصة (ولتكن منكم أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر)وحث المصطفى صلى الله عليه وسلم لها فى حديثه الصحيح "مثل القائم على حدود الله والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها فقال الذين في أعلاها لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا فقال الذين في أسفلها فإنا ننقبها من أسفلها فنستقي فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا وإن تركوهم غرقوا جميعا " وهذه الفئة لها محاذيرها وشروطها وواجباتها التى قد لاتتوافر فى الكثيرون ممن يقومون بهذا الأمر سواءا فى الماضى البعيد أو القريب والحاضر اليوم لعل أهمها وأعلاها بعد العلم والمعرفة بحقيقة الأمر أن يكون لها إستقلاليتها بعيدا عن كل ذى سلطان وهذا أبدا لايكون إلا من خلال القضاء العادل والذى أنت بين يديه الآن....، ولا يبقى لعامة الناس إلا النصيحة عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة: قلنا لمن يارسول الله؟؟ قال لله وملائكته وكتبه ورسله ولأئمة الناس وعامتهم".،
(2)وهذه لك وأعتقد أنك فيها شابهت موقفا ذكرته عن عميد الأدب العربى/ طه حسين إذ أنكرت كما أنكر على طالب علم رأيا وعاملته بما تكرهه لنفسك وكرهته له .، فعاملت طالب العلم بالحسبة على رأيه وفكره وتعاملت مع مجهوده بالخفة حتى ولوكان ذلك رأى اللجنة ولكنها تحت رئاستك .، وكان ينبغى عليك حتى مع الرفض للمشاركة أن تكون منك أو من اللجنة مناقشة له فيما يقول ويعرض فقد يكون له وجهة نظر مقنعة أو رأيا مفندا لما استندت إليه مع اللجنة فى الرفض ..، أو يقنع برأيكم دون ضغينة وحقد!!!وأعتقد أن هذا فحوى ما تطالب به لنفسك بل ونطالب به للجميع ، وبغيره تكون الحسبة الفكرية الملعونة التى تذيقنا مرارة الألم على المبدعين.،
(3) وهى أيضا لك أخيرا وليس آخرا حتى لاأطيل عليك أو على الجريدة قبل القراء بقى أمر ملكية التراث المصرى أوالتراث العربى والإسلامى الذى حاولت أنت التفرقة بينهم فى الخاتمة اليوم .، وهذا شأن لم أعهده فى كتاباتك .، ولم أسمع عنه فى حواراتك التى تؤكد فيها دوما أحقية الإنسانية فى الدفاع قبل المناقشة والنقد لكل التراث بعيدا عن أى إدعاء عقائدى أوفكرى أو قومى ((ولتراجع ما صرحت به عقب الإنتقادات التى وجهت إليك بعد راوية عزازيل))!!!
فهل هذه ردة منك ومراجعة .،أم هو فقط مجرد فصل فى معركة لكسب النصر؟؟؟
بقى شىء صغير وبسيط وهى ملحوظة عابرة ألا يعد ما كتبته على مدار الحلقات السابقة يعد تدخلا فى شأن القضاء ومحاولة كسب الرأى العام للتأثير على الحكم فى ظل ملكيتك لهذه المساحة وهذا العنفوان اللغوى والعلمى والعبقرية فى سرد أحداث التاريخ ناهيك عن أن هذا يعد منك حجرا على الذاكرة الإنسانية قبل الذاكرة المصرية والعربية إذ يحق لها التعامل والتفاعل مع كل الآراء والإنتقادات يمينا ويسارا ليس فى حسبة على الرؤى والأفكار والأفئدة ، وليس حتى حسبة فى أمر بمعروف أو نهى عن منكر بل فى حق أصيل هو المعرفة على إطلاقها لتتحق سنة الله فى كونه بالإختلاف (ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) صدق الله العظيم؟؟؟
ومعذرة فما قصدت تطاولا مع شخصك الكريم أو حتى إحراجك ،ولكن هذا منى بدافع الحرص ليس فقط على مصداقيتك ومصداقية الجريدة بل حرصا على حق إنسانى أصيل قبل ان يكون حق شرعى متين!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق