أحبائى..
هذا المقال أجد فيه رؤية جديرة بالإحترام وقول يقارب الحقيقة لذلك آثرت وضعه على قهوتنا لنرتشف منه..
كيف يصبح الإنسان خرتيتاً؟ بقلم أسامة غريب ٢٤/٤/٢٠٠٨
قرأت في بعض صحف هذا الأسبوع أن القوات الإسرائيلية كانت بصدد مداهمة مدينة رام الله مقر السلطة الفلسطينية، لاعتقال عدد من الشباب الفلسطينيين، وأن قوات الأمن والمخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية بقيادة أبومازن، قد أفسحت الطريق للقوات الإسرائيلية ولزمت مقارها طيلة الوقت الذي احتاجته القوات الإسرائيلية، لإتمام المهمة.
بعد أن قرأت الخبر وعرفت ما فعلته السلطة الفلسطينية المنوط بها حماية أبناء الشعب الفلسطيني بـ ٢٣ ناشطاً من أبناء رام الله، تم اعتقالهم علي مقربة من مقر إقامة السيد محمود عباس، كان لابد أن تعتريني الدهشة من تصريح أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية المصري، الذي قال فيه إن اشتراك حماس في الحكومة الفلسطينية أمر غير مستحب!!
كيف يكون يا سيادة الوزير اشتراك حماس في الحكم غير مستحب، وهم الذين أتوا باختيار الشعب الفلسطيني في انتخابات غير مزورة، شهد بنزاهتها العالم كله، وكيف تأتمن السلطة في رام الله وتثق فيها بعد كل تواطؤها مع الإسرائيليين ضد شعبها؟ أم أن هذا التعاون و«السمع والطاعة»، هو الذي أكسبها ثقة السيد أبوالغيط؟.
يبدو أن الأسبوع الماضي كان بالنسبة لأبناء الشعب الفلسطيني هو أسبوع الآلام، وبالنسبة لي كان أسبوعاً للاكتشافات. فبالمصادفة عرفتُ للمرة الأولي كيف يمكن للمرء أن يصبح خرتيتاً دون جهد كبير.. لا يحتاج الأمر لأكثر من ضمير ميت واستعداد للقيام بما يطلبه الأسياد دون مناقشة،
ثم الاشتغال بصحيفة مدنّسة لا أحد يشتريها، وتلقّف خبر مسموم من أجهزة العدو، يقول إن مفتي غزة قد أصدر فتوي بقتل الجنود المصريين إذا اعترضوا طريق الفلسطينيين أثناء عدوانهم علي مصر! ثم تدوير الخبر الكاذب وإشاعته علي أوسع نطاق.
وعلي الرغم من سخافة الخبر ووضوح كذبه واختلاقه، فإن الصحيفة الشريرة ما كادت تمرره إلا وانطلقت الحملة المحمومة من جانب الصحف بكل أطيافها، الطيب منها والخبيث، الموضوعي والأصفر بلون الموت، تدين جميعاً العدوان الفلسطيني المزمع علي أرض مصر، وتتوعد المجرمين الفلسطينيين بأن مصر، التي هي مقبرة الغزاة، لن تتسامح أبداً إذا أقدموا علي قتل جنود مصر وضباطها، طبقاً لفتوي شيخهم النازي!.
في حالات الهستيريا الجماعية لا يفيد أبداً أن نذكر أن فبركة الخبر هي مسألة واضحة وضوح الشمس، وأن مكوناته إسرائيلية بالكامل، وليس بشكل جزئي مثل الكويز!. وأيضاً غير مهم القول إن الشيخ عبدالحميد كلاب إمام أحد مساجد خان يونس، ليس مفتياً لا لغزة ولا لسواها، كذلك لا يفيد أن نذكر أن الرجل أقسم بكل الكتب السماوية أنه لم يقل،
ولا يمكن أن يقول هذا الهراء، أولاً لأنه غير مؤهل للفتوي، وثانياً لأن مصر بالنسبة له هي الأهل والسند، وهي الحمي والملاذ، وأن أجنادها هم خير أجناد الأرض، وهم العون المرتجي علي البلاء الإسرائيلي، وأنه طول عمره كان داعياً للوحدة وليس للفرقة، ولا يتصور أن يصدر هذا التخريف عن إنسان عاقل فما بالنا بشيخ حافظ لكتاب الله وعارف لقدر مصر وتضحياتها في سبيل كل العرب، وليس الفلسطينيين فقط.
هذا هو كلام الرجل الذي نسبوا إليه الافتكاسة الملعونة، التي تم تأليفها عند مخابرات العدو، عندما تحدي أن يأتيه أحد بدليل أو تسجيل للخطبة التي تضمنت الخبر الكاذب. فهل اعتذر الذين هاجوا وماجوا وصبوا جام وسام غضبهم فوق أم رأس الرجل وشعبه؟ هل طلبوا السماح من الرجل، وقالوا له نحن متأسفون علي حماقتنا وجهلنا؟.
طبعاً لم يفعلوا.. لكن تري ما الذي يجعل كتاباً وصحفيين بعضهم حسن النية ينزلقون، ويستسلمون للغضب والعصبية، ويندفعون لتسديد «النقوط» في حالة من الوطنية الفجة والزائفة، وهم الذين لم نسمع لمعظمهم حساً عندما قتلت إسرائيل سماح الفتاة المصرية داخل بيتها، بواسطة جندي مجرم يقف فوق برج حراسة، ولم نسمع فحيحهم عندما كانت الأباتشي الإسرائيلية تقصف أطفال غزة بالصواريخ الشهر الماضي، وتدك بيوت المدنيين فوق رؤوس ساكنيها.
أم أن الغضب والحماسة والعنترية لا تظهر إلا علي الأشقاء الذين يموتون أمام أعيننا، فيكشفون عجزنا وهواننا حتي صرنا نتمني الموت للأخ الضعيف بديلاً عن نجدته ونصره!.
إن أشد ما يحزن في الأمر هو الإحساس بأن إسرائيل، قد نالت منا في العصب، وحقنتنا بالسم حتي النخاع، وأن كوادرها لدينا قد كبروا وصاروا قادرين علي إيذاء مصر بشدة وصرف انتباهها عن كوارثها اليومية، وتوجيهه نحو الأشقاء محملاً بالغل والكراهية. إنهم يريدون لرجل الشارع المسكين الذي يصارع في طابور العيش أن يتصور أن الفلسطينيين، هم أعداؤه، وليس الذين يحرمونه من اللقمة والكرامة.
هل عرفتم الآن كيف يمكن للمرء أن يصير خرتيتاً؟.
هناك تعليق واحد:
دعنى أتفق معك سيدى وأقول لك نحن من فعلنا هذا بيدنا وزى ما المثل بيقول
سكتناله دخل بحمار يا أخى
حينما تركنا ما لقيصر لقيصر وما لله لله
تركناهم يعيثون فى أرضنا فسادا ومنعنا خيراتنا عن إخواننا بدعوى السيادة الوطنية
بالطبع أؤيد عدم توطين الفلسطسنيين فى سيناء لكنى لست مع منعهم عن الأسواق المصرية لإبتياع حاجاتهم لكسر الحصار الصهيونى المتغطرس الوحشى
لك الله يا وطن ... لكى الله يا فلسطين
فؤاد صبحى
إرسال تعليق