بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المولى الكريم فى كتابه العزيز( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) (ومايَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) ويقول (سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) ويقول ( وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ )ويقول ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)صدق الله العظيم !!!
فى ضوء هذه الآيات أتقدم بهذه الرسالة إلى (الفانى المنكسر)المدعو خالد منتصر.
فلقد دأب هذا الرجل على إنكار كل ما هو معلوم من الدين بالضرورة مغترا بعلم عنده ، وبإمهال الله له .، وكذا بتقدير بعض الناس له إذ يمنحوه جائزة .، وظنا منه أنه يحسن صنعا إذ يعزى تفسير الظواهر الطبيعية والأمراض التى هى بالأصل إبتلاءات أو عقوبات للبشر من الخالق جل وعلا تمحيصا وتطهيرا بل وجزاءا على ما يقعون فيه من خطايا وآثام إلى كونها مجرد ظواهر وعوارض طبيعية وبشرية يمكن للعقل وحده من خلال العلم تداركها والإستشفاء منها دون حاجة لأوب وإنابة إلى الله أوحتى دعاء له سبحانه بالشفاء .، جاهلا أو ناسيا أن آفة العلم خصلتان هما أسوأ الرذائل. أعاذنا الله وإياكم منهما الأولى: هي اتباع الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئًا، وهو أكذب الحديث،كما قال صلى الله عليه وسلم، وكما قال تعالى:{وما يتبع أكثرهم إلا ظنًّا، إن الظن لا يغني من الحق شيئًا}يونس:36والثانية: هي اتباع الهوى، والهوى يعمي ويصم، وهو شر إله عبد في الأرض، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعدالله}الجاثية: 23فإذا اجتمعت الآفتان في شخص أو في فئة من الناس كانت الطامة، كما قال تعالى في شأن المشركين الذين اتخذوا اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى آلهة لهم:{إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى}النجم:2وإضافة لهذا فإن الجهل وإن كان فى حد ذاته آفة للعقل البشرى فهو أيضا ينتج ليس فقط عن عدم علم أو ضلالة في علم بكبر وعناد واتباع ظن وهوى تهدمه ،وإنما أيضا ينتج عن حماقة وسفاهة تجعل كل جهول يحمل على الناس وينتقدهم بل ويتطاول عليهم بكلمات بذيئة وإتهامات تعبرعن مافى نفسه من حقده وجهله فى سفاهة حكم القدر بوجودها فى نفس وعقل بعضا من الناس حتى أنهم لايدرون فى أى موضوع يتحدثون بل ويفقدون الإدراك لمعنى كلامهم ولمن يوجهونه بل لايدرون متى يتكلمون وما غاية وهدف حديثهم اللهم إلا إنكارا لحق أوجحودا لرأى يخالف ما جبلت عليه أنفسهم وتحقق فيها من جهل واستحسنته عقولهم ونفوسهم السفيهة.، والأنكى أنهم يفعلون ذلك مع الذات الإلاهية والقراءان والسنة النبوية ولايدرون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا وهم الأخسرين أعمالا!!
نعم أحبتى ..فكثير من الناس لا يحسنون تحليل وتفسير الأحداث تحليلاً إيمانياً وواقعيا فى نفس الوقت ، لأنه لا أيمان لهم ولا إيمان عندهم، ولا يدركون الربط بين أسباب الأحداث المادية، ومسببها العليم الحكيم القدير سبحانه وتعالى، فيقفون عند ظاهرها .، ولا يصلون الى باطنها وكأنى بهم ينطبق عليهم قول الله تعالى (ولكن أكثر الناس لا يعلمون* يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا،وهم عن الآخرة هم غافلون) الروم: 6-7.
ومما ينطبق عليه هذا الكلام ما يقوله هذا الرجل ومن على شاكلته ..متبنيا كل منهم وجهة نظر الوجوديين والعلمانيين الذين ينسبون ما يجرى من كوارث ومصائب عظيمة لـ"الطبيعة" فالطبيعة عندهم هي التي تسخن مياه المحيطات والطبيعة هي التي توجه الرياح الى أى منطقة سواءا فى خليج أوبحر .،والطبيعة هي التى تحدث الدوامات الحلزونية.، والطبيعة هي التي تجعل الإعصار الحلزوني مخروطاً مقلوباً رأسه على سطح المياه ، فترتفع عشرة كيلومترات، فيتكون الإعصار المدمر.، والطبيعة فى نظرهم هي التي توجه هذا الإعصار إلى أى دولة أو مدينة فتدمرها تدميرا كليا أو جزئيا .،وكذا ما ينسبونه فى حال الجفاف عندما تنضب المياه فينسبون ذلك إلى غضب النهر والآبار بسبب غضب الطبيعة ، وما ينسبونه فى حال المرض والوباء إلى فيروسات وميكروبات ، وكأنه لاقدر لله فى ذلك ولا إرادة له سبحانه وتعالى .، تعالى عما يقولون علوا كبيرا.،
فليست الطبيعة إلهاً يغضب،ولا الأنهار وكذا الفيروسات والميكروبات .، إنما يكون هذا أو ذاك إما إبتلاءا أو غضباً من الله على ذلك النظام أو تلك الشعوب من الأمم مسلمة كانت أو غير مسلمة .، ويشتد عذابه تعالى للمسلمة التى ترضى إستخفاف نظمها وحكوماتها لها .، وقياداتها الطاغية والمستبدة فتطيعها فى كثير من الأمر وهذا ذمه العلى القدير بقوله عن فرعون موسى وكل فرعون فى أى زمان ومكان (فاستخف قومه فأطاعوه) .، وإن الله إذا غضب على قوم على إختلاف دياناتهم وبلدانهم إنما يكون بسبب تجبر فريق منهم وظلمهم للآخرين، بل ويتألهوا عليهم ويستعبدوهم فى حين يرضى الناس عن ذلك فإن غضب الله عليهم يشتد، (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) هود:102...ويكون أول الناس عذابا ونكالا علماء الأمة وفقهاؤها الذين قدموا طاعة أولى الأمر على طاعة الله فلم يغضبوا لمعصية وظلم وليس بعد الإستبداد والفساد وظلم العباد معصية يجب أن يتمعر لها وجوههم غضبا لله تعالى ويعلنون أحكام ذلك للناس بل ويقودونهم .، وينطقون كلمة الحق التى هى أفضل الجهاد أمام سلطان وحكم جائر مستبد فاسد عاجز وجاهل ويقبع فى فشل دائم يهدد حياة الناس فى أرزاقهم ومقدراتهم وكل شئون حياتهم فلا عدل ولا مساواة ولا حرية ينعم فيها أحد إلا أهل الحظوة والثقة والجهل والجهالة والتنوير بالتزوير للحقائق وإنكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة .ويتبعهم العامة فى حالة العقاب (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيد الناس ليذيقهم بعض الذى عملوه لعلهم يرجعون) أما فى حال الإبتلاء تمحيصا وتطهيرا فيكون ذلك سنة عامة يستوى فيها كل الناس ويبتلى كل منهم على قدر إيمانه وأشد الناس بلاءا الأنبياء ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .،
وتبقى كلمة أيها المنكسر وهى بخصوص ما ذكرت فى مقال توجهت به إلى( البابا) وليست دفاعا عنه بل دفاعا عن عقيدة ومعلوم من الدين بالضرورة ...المرض بلاء وابتلاء وكذا عقابا وجزاء يصيب به الله من يشاء من عباده ولا شفاء منه إلا بتوبة وإنابة فى حال العقاب والجزاء ، وطلب الشفاء بالدعاء فى حال الإبتلاء..وفى كلا لابد من الأخذ بالأسباب .."تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داءا إلا وجعل له الدواء إلا داء السام وهو الموت" ..حديث شريف .، وهذا فى أى مرض كتب فيه للعبد الموت حتى لو كانت نزلة برد عادية وساعتها لن يغنى عنه علم عالم أو طب طبيب وصدق الله العظيم إذ يقول (وإذا مرضت فهو يشفين)!!!
ولله در القائل :-
وكم صحيح مات من غير علة
وكم من عليل عاش حينا من الدهر !!
وهذا بأمر الله وإذنه ومشيئته ،
فمن أنت أيها المنكسر حتى تحاكم القدر وتحجر على بلائه وابتلائه .،بل وتفتاء على إذنه ومشيئته ، وإرادته بالشفاء أو الإنذار متكئا على عقل وعلم عالم أو قدرة طبيب لم يكن أى منهما مدركا لشىء إذ لم يكتب له الله الإدراكا!!؟؟
هذه رسالتى إليك معذرة إلى الله ، ولعلك ترجع عن غيك ، وتنهتى عن غرورك فما الذى غرّك بربك الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك فى أى صورة ماشاء ركبك!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ،
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
*******